زيادة وتفصيل :
لم يكتف النحاة بالتركيز الذى أشرنا إليه وإنما عرضوا للتفصيل ، وعدّ المواضع المختلفة التى تقع فيها المشابهة ـ بشرط استيفاء كل منها الشروط الثلاثة السالفة ، مبالغة منهم فى الإبانة والإيضاح. وإليك بيانها بعد التنبيه إلى أن كثيرا منها مع صحته لا تستسيغه أساليبنا الحديثة العالية. فخير لنا ألا نستعمله قدر الاستطاعة ، وأن نعرف هذه المواضع لنفهم بها كلام السابقين.
١ ـ خبر المبتدأ الواقع بعد «أمّا» الشرطية. نحو : أما الوالد فرحيم. وهذا الموضع يجب فيه اقتران الخبر بالفاء دون باقى المواضع (١) ؛ فيجوز فيها الاقتران وعدمه ، والاقتران أكثر.
٢ ـ أن يكون المبتدأ اسم موصول صلته جملة فعلية زمنها مستقبل ، تصلح أن تكون جملة للشرط (٢) : نحو : الذى يستريض فنشيط.
٣ ـ أن يكون المبتدأ اسم موصول صلته ظرف ؛ نحو : الذى عندك فأديب.
ولا بد أن يكون شبه الجملة فى هذه الصورة وفيما يليها متعلقا بمضارع مستقبل الزمن كما سلف (٣)
٤ ـ أن يكون المبتدأ اسم موصول صلته جار مع مجروره ، نحو الذى فى الجامعة فرجل.
٥ ـ أن يكون المبتدأ نكرة عامة بعدها جملة فعلية زمنها مستقبل ، صفة (٤) لها ؛ نحو : رجل يقول الحق فشجاع.
٦ ـ أن يكون المبتدأ نكرة عامة ، بعدها ظرف ، صفة لها ؛ نحو : طالب مع الأستاذ فمستفيد.
__________________
(١) هذا الموضع لا يذكره بعض النحاة هنا ؛ لأن اقتران الخبر فيه بالفاء إنما هو لأجل : «أمّا» المتضمنة معنى الشرط ، وليس لشبه المبتدأ بأداة الشرط فى الإبهام والعموم.
(٢) الجملة الفعلية التى تصلح أن تكون للشرط هى التى لا يكون فعلها فعل طلب ـ كالأمر أو النهى ـ ولا فعلا جامدا ؛ مثل : ليس أو عسى ، ولا فعلا مسبوقا بأداة شرط نحو قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ ...) ولا بما ؛ ولا لن ، النافيتين ، ولا قد ، ولا السين ، ولا سوف ، ولا رب ، ولا القسم ... ولا غير هذا يجىء مما تفصيله فى مكانه الخاص ؛ وهو باب الجوازم. (ج ٤).
(٣) انظر الإيضاح فى رقم ٢ من هامش ص ٤٨٨.
(٤) بشرط أن تكون الجملة الفعلية مستقبلة الزمن ، صالحة لأن تقع شرطية.