مع المبتدأ ، وهنا لا يتم بواحد مما جاء بعد الخبر الأول ، إذ الفاعل لا يتم معناه ولا تتضح حقيقته بأنه مرفوع فقط ، أو متأخر فقط ... أو ... فقط. وإنما يتم معناه وتتضح حقيقته بأنه اسم موصوف بصفات معينة ؛ مجتمعة هى : الرفع ، مع التأخير ، مع الدلالة ... فكلمة : «اسم» هى التى تعرب وحدها خبرا ؛ لأنها مع تلك القيود التى نسميها نعوتا ـ تكمل المعنى مع المبتدأ ، وتتمم الفائدة. ومثل هذا يقال فى تعريف المبتدأ ، وتعريف الخبر ، والمفعول ، وكل تعريف من التعريفات العلمية المشتملة على ألفاظ وقيود تصلح أن تكون أخبارا أو نعوتا لو لا المانع السابق.
(ب) قد يتعدد المبتدأ. وأكثر ما يكون ذلك فى صورتين : يحسن عدم القياس عليهما فى الأساليب الأدبية والعلمية التى تقتضى وضوحا ودقة ؛ لأنهما صورتان فيهما تكلف ظاهر ، وثقل جلىّ. وقيل إنهما موضوعتان (١) فلا يصح القياس عليهما.
الأولى : صالح ، محمود ، هند ، مكرمته من أجله. حيث تعددت المبتدءات متوالية ، مع خلو كل منها من إضافته لضمير ما قبله. ثم جاءت الروابط كلها متوالية بعد خبر المبتدأ الأخير. ولإرجاع كل ضمير إلى المبتدأ الذى يناسبه نتبع ما يأتى :
١ ـ أن يكون أول خبر لآخر مبتدأ ، ويكون الضمير البارز فى هذا الخبر راجعا إلى أقرب مبتدأ قبل ذلك المبتدأ الذى أخبر عنه بأول خبر.
٢ ـ ثم يكون الضمير البارز الثانى للمبتدأ الذى قبل ذلك. وهكذا ... فترتب الضمائر مع المبتدءات ترتيبا عكسيّا. ففى المثال السابق نعرب كلمة «مكرمته» خبرا عن «هند» ، والضمير الذى فى آخر : «مكرمته» وهو الهاء يعود إلى : «محمود» ، والضمير الذى فى آخر : «أجله» ، وهو : الهاء أيضا يعود إلى : «صالح» ، ويكون المراد : محمود هند مكرمته من أجل صالح ، أو ؛ هند
__________________
(١) نقل السيوطى فى الجزء الأول من كتابه : «الهمع» ـ ص ١٠٨ ـ ، عند الكلام على تعدد الخبر والمبتدأ ما قاله أبو حيان فى هذه الصور وأمثالها من : (أنها من وضع النحاة ، للاختبار والتمرين ، ولا يوجد مثلها فى كلام العرب البتة) اه. ولهذا يحسن عدم استخدامها.