زيادة وتفصيل :
(ا) من الأخبار المتعددة ما لا يصلح أن يكون نعتا للخبر الأول ؛ نحو : المجلات طبية ، هندسية ، زراعية ؛ لأن المعنى يفسد مع النعت ، إذ يؤدى إلى أن الطية صفتها هندسية ، زراعية ؛ وهو غير المقصود. ومثل : الأسد يكشر عن نابه ، غاضب ؛ إذ لا يوجد فى الكلام ما يصلح أن يكون منعوتا. وكثير من الأخبار المتعددة يصلح أن يكون نعتا للخبر الأول ؛ مثل : هو أسد يزأر ؛ فجملة : «يزأر» تصلح أن تكون فى محل رفع خبرا ثانيا ، أو نعتا للخبر الأول. ومثلها : الحطيئة شاعر مخضرم (١) ، هجّاء. فيجوز فى كل من «مخضرم» و «هجاء» أن تكون خبرا ، وأن تكون نعتا لكلمة : «شاعر».
ونحو : ولّادة [الأندلسية] أميرة شاعرة ، كاتبة ، موسيقية ؛ فيجوز فى كل واحدة من الكلمات الثلاث الأخيرة أن تكون خبرا بعد الخبر الأول ، وأن تكون نعتا للخبر الأول.
ومن الألفاظ ما يجب أن يكون نعتا ولا يصلح خبرا ؛ وذلك حين يمنع مانع معنوى أو لغوىّ ، نحو : حامد رجل صالح ، أو علىّ رجل يفعل الخير ؛ لأن الخبر لا بد أن يتمم الفائدة الأساسية ـ كما عرفنا ـ ولم يتممها هنا لعدم إفادة الإخبار بالأول إلا مع النعت ؛ لأن رجولته مستفادة من اسمه ، لا من الخبر وهذا من نوع الخبر الذى يتمم الفائدة بتابعه (٢) ... ولذلك كان الأحسن فى قوله تعالى : (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) أن تكون كلمة : «خاسئين» خبرا ثانيا ، لا نعتا ؛ لان جمع المذكر السالم لا يكون نعتا لغير العاقل إلا بتأول لا داعى له هنا ...
ومثل قول النحاة : الفاعل ، اسم ، مرفوع ، متأخر عن فعله ، دال على من فعل ذلك الفعل ، أو قام به ... فيجب أن يكون الخبر هو كلمة : «اسم» فقط ، وما بعده صفات له ، وليست أخبارا ؛ لأن الخبر يجب أن يتم به المعنى الأساسى
__________________
(١) المخضرم : من أدرك عصرين مختلفين من العصور التاريخية. لكن أكثر استعماله فى كل من أدرك الجاهلية وأول الإسلام. والحطيئة من هذا النوع.
(٢) راجع هامش ٤٠٢. حيث الكلام على الخبر المحتاج للنعت. وفيها إشارة إلى صورة تدخل فى نوع الخبر الذى يتمم الفائدة بتابعه هى صورة المبتدأ الذى يكون اسم شرط ، فالراجح أن خبره هو الجملة الشرطية.