زيادة وتفصيل :
لا فرق فى المصدر الواقع مبتدأ بين أن يكون صريحا كالأمثلة السابقة وأن يكون مؤولا ؛ مثل : أن أقرأ النشيد مكتوبا. أن أساعد الرجل محتاجا. وكذلك لا فرق فى الحال بين المفردة كالتى سبقت ، والظرف ، نحو : قراءتى النشيد مع الكتابة ـ أكلى الطعام مع النضج ـ ، والجملة الاسمية نحو : قراءتى النشيد وهو مكتوب ، أو : الفعلية مضارعية وغير مضارعية ؛ نحو : مساعدتى الرجل يحتاج ، أو : مساعدتى الرجل وقد احتاج.
وليس من اللازم أن يكون المبتدأ نفسه هو المصدر فقد يكون المبتدأ أفعل تفضيل مضافا إلى المصدر ـ الصريح ، أو المؤول ـ الذى وصفناه ، نحو : أحسن قراءتى النشيد مكتوبا. أكمل مساعدتى الرجل محتاجا. أحسن ما أقرأ النشيد مكتوبا ـ أكمل ما أساعد الرجل محتاجا.
(ب) من الأساليب الصحيحة محمد والفرس يباريها ، أو : محمد وهند تسابقه ... ونحو هذا من كل أسلوب يشتمل على مبتدأ ، بعده معطوف بواو العطف ، ثم يجىء بعد ذلك المعطوف شىء ينسب حصوله للمعطوف ، أو المعطوف عليه ، ويقع أثره المعنوى على الآخر الذى لم ينسب له الحصول ، ففى المثال الأول نرى المبتدأ هو : «محمد» ، وبعده المعطوف بالواو هو : «الفرس» ، وبعده الفعل «يبارى» الذى ينسب حصوله للمبتدأ «محمد» ، ولكن يقع أثره على الفرس ، فكأنك تقول : محمد يبارى الفرس ... وفى المثال الثانى : المبتدأ هو «محمد» أيضا ، وبعده المعطوف بواو العطف ؛ وهو : «هند» والفعل الذى بعده هو : «تسابق» وينسب حصوله للمعطوف «هند» ، ولكن يقع أثره المعنوى على المبتدأ ؛ فكأنك تقول : هند تسابق محمدا ... فأين خبر المبتدأ فى المثالين السابقين وأشباههما؟
خير الآراء فى ذلك أن الخبر محذوف ، والتقدير والفرس يباريها ـ مسرعان ... محمد وهند تسابقه متنافسان ... ويجوز أن تكون الواو واو الحال والجملة بعدها حال أغنت عن الخبر (١) ...
__________________
(١) هذا الإعراب ـ كما سيجىء هنا ـ يؤدى إلى إهمال الشروط التى اشترطها ، أكثر النحاة فى المبتدأ الذى يستغنى بالحال عن خبره. وقد عرفناها فى رقم ٤ من ص ٤٧٤.