الثانية : أن يكون المبتدأ الذات مما يتجدد ؛ بأن يظهر فى بعض الأوقات دون بعض ؛ فله مواسم معينة يظهر فيها ثم ينقطع ، ثم يظهر ... وهكذا ... فيكون شبيها بالمعنى ، مثل : البرتقال شهور الشتاء ، والبطيخ شهور الصيف. الهلال الليلة. وفى هذه الحالة يجوز نصب ظرف الزمان ، أو جره بفى. وهو فى الحالتين فى محل رفع خبر.
الثالثة : أن يكون المبتدأ الذات صالحا لتقدير مضاف قبله تدل عليه القرائن ؛ بحيث يكون ذلك المضاف أمرا معنويّا مناسبا ؛ كأن يلازم المرء بيته يوما للراحة ، فيعرض عليه صديقه الخروج لنزهة بحرية ، فيعتذر قائلا : البيت اليوم ، والبحر غدا.أى : ملازمة البيت اليوم ، ونزهة البحر غدا. ومثله : الكتاب الساعة ، والحديقة عصرا. أى : قراءة الكتاب الساعة ، ومتعة الحديقة عصرا ... وفى هذه الصورة يكون الظرف منصوبا فى محل رفع خبرا.
والحالات الثلاث (١) السابقة قياسيّة ؛ يصح محاكاتها ؛ وصوغ الأساليب الحديثة على مقتضاها.
لكن كيف نعرب الظرف الزمانى فى غير تلك الأحوال الثلاثة؟ وكيف نعرب المكانى؟ وكيف نضبطهما؟
إن الأصل فى الظرف أن يكون منصوبا مباشرة ، أو فى محل نصب (٢) :
١ ـ فإن كان الظرف للزمان ووقع خبرا عن معنى ليس للزمان ـ جاز رفعه ، ونصبه ، وجره بفى ، ويكون المرفوع هو الخبر مباشرة ، ويكون المنصوب ، أو المجرور مع حرف الجر ، فى محل رفع ، هو : الخبر. تقول : الصوم شهر ، أو : شهرا ، أو فى شهر. والراحة يوم ، أو يوما ، أو فى يوم. والأكل ساعة ، أو ساعة ، أو فى ساعة. (أى : زمن الصوم ... وزمن الراحة ... وزمن الأكل) لكن
__________________
(١) زاد بعض النحاة على الأمور الثلاثة السابقة أمورا أخرى ؛ نرى من الميسور إدخالها وإدماجها فيما سبق. من ذلك أن يكون اسم الزمان «مضافا إليه» ، والمضاف اسم معنى يفيد العموم ؛ مثل أكلّ يوم ثوب تلبسه. أو يكون اسم الزمان خاصا ، والمبتدأ المعنى عاما ؛ مثل نحن فى شهر كذا ؛ أو يكون المبتدأ عاما والزمان مسئولا به عن خاص مثل : فى أى الشهور نحن ...
(٢) الظرف الذى يكون فى محل نصب هو الظرف المبنى أصالة ؛ مثل : «حيث» أو المبنى فى بعض الحالات ؛ مثل : قبل ، وبعد ..