إعرابا آخر ؛ كأن نجعله خبرا مقدما ، و «والده» فاعله ، و (على) مبتدأ (١) مؤخر ...
والأكثر فى الوصف الواقع مبتدأ أن يعتمد على نفى ، أو استفهام ؛ بأن يسبقه شىء منهما كالأمثلة السالفة فى «ب» (٢) ويجوز ـ بقلة ـ ألا يسبقه شىء منهما ؛ نحو : نافع أعمال المخلصين ، وخالد سير الشهداء.
ولا فرق بين أن يكون المبتدأ اسما صريحا ؛ كالأمثلة السالفة ـ وأن يكون اسما بالتأويل ؛ نحو «أن تقتصد» أنفع لك ، «وأن تجنتب» الغضب أقرب للسلامة. أى : اقتصادك ... واجتنابك (٣) ، وكقول الشاعر :
فما حسن أن يعذر (٤) المرء نفسه |
|
وليس له من سائر الناس عاذر |
هذا ، والمبتدأ مع خبره أو مع مرفوعه الذى يستغنى به عن الخبر نوع من الجملة الاسمية (٥).
__________________
(١) ويصح إعراب «على» مبتدأ مؤخر ، و «والده» مبتدأ ثان ، والوصف : «حاضر» خبر مقدم للمبتدأ الثانى ، والمبتدأ الثانى وخبره خبر الأول.
(٢) تقييدهم الاعتماد بالنفى والاستفهام يدل على أن الاعتماد على غيرهما لا يكفى فى تحقيق الأكثر والأفصح : كما فى مثل : محمود قائم أبواه فإعراب «قائم» مبتدأ ، غير فصيح ، بالرغم من اعتماده على المبتدأ المخبر عنه ؛ كما قال صاحب المغنى ـ راجع حاشية الصبان ، ج ١ فى هذا الموضع ـ أما الاعتماد فى باب اسم الفاعل ـ وأمثاله ـ فيختلف عما هنا فى أسبابه وأنواعه وأحكامه ، كما سيجىء فى بابه ج ٣
(٣) فالمصدر المؤول من أن والفعل والفاعل فى محل رفع مبتدأ.
(٤) المصدر المؤول المبتدأ هو ؛ عذر المرء نفسه ، ويصح إعرابه فاعلا للوصف «حسن» : قبله. ويصح أيضا إعرابه خبرا للوصف.
(٥) الجملة ـ كما سبق فى الباب الأول ـ ما تركبت من جزأين أساسيين يؤديان معنى مفيدا. وهما يسميان : طرفى الجملة ، أو ركنيها. (راجع ص ١٥) والجملة قسمان :
ا ـ اسمية ، وهى : التى تكون مبدوءة باسم بدءا أصيلا ؛ كالجملة المكونة من المبتدأ مع خبره ، وكالمبتدأ الوصف مع مرفوعه الذى يغنى عن الخبر ، وكاسم الفعل مع مرفوعه أيضا.
وبهذه المناسبة يقول النحاة : إن الوصف مع مرفوعه ولو كان اسما ظاهرا ، يعد من قبيل المفرد ، لا الجملة ، إلا الوصف الواقع مبتدأ مستغنيا بمرفوعه عن الخبر فإنه فى حكم الجملة ، وأما الوصف الواقع صلة : «أل» فالأرجح أنه شبه جملة ، (كما سبق عند الكلام على صلة الموصول رقم ١ من هامش ٣٤٧) وليس جملة ، ولكنه فى قوتها معنى. والخلاف لفظى ؛ لا أثر له من حيث المعنى ؛ فلا داعى للاهتمام به. وقد سبق بيان لهذا فى الموضع المشار إليه
ب ـ فعلية وهى التى تكون مبدوءة بفعل ؛ (ومنها الجملة المبدوءة بحرف النداء). وقد أشار ابن مالك إلى كثير من الأحكام السابقة الخاصة بالمبتدأ بقوله فى باب عنوانه : المبتدأ والخبر :
مبتدأ زيد ، وعاذر خبر |
|
إن قلت : زيد عاذر من اعتذر |
وأوّل مبتدأ والثانى |
|
فاعل أغنى ؛ فى : أسار ذان؟ |
وقس ، وكاستفهام النفى ، وقد |
|
يجوز نحو : فائز أولو الرشد |