زيادة وتفصيل :
إذا أريد تعريف العدد «بأل» فإما أن يكون مضافا (١) ، أو مركبا (٢) ، أو مفردا (٣) ، أو معطوفا (٤). فإذا كان العدد مضافا وأردنا تعريفه «بأل» فالأحسن إدخالها على المضاف إليه وحده ـ أى : على المعدود ـ ؛ نحو : عندى ثلاثة الأقلام ، وأربع الصحف ، ومائة الورقة ، وألف (٥) القرش. وعندئذ يكتسب المضاف التعريف من المضاف إليه فى هذه الإضافة المحضة (٦). والكوفيون يجيزون إدخال «أل» عليهما معا ويحتجون بشواهد متعددة ، تجعل مذهبهم مقبولا ، وإن كان غير فصيح (٧) ...
__________________
(١) ويسميه بعض النحاة «مفردا» وهذه التسمية أحسن من تسميته : «مضافا» وهو يشمل : «ثلاثة» وعشرة وما بينهما. ويضاف غالبا لجمع مجرور ؛ كما يشمل مائة ، وألفا ، ومركباتهما ، وتضاف غالبا لمفرد مجرور (والأحكام المفصلة الخاصة بالعدد مسجلة فى بابه بالجزء الرابع).
(٢) وهو يشمل : «أحد عشر وتسعة عشر» وما بينهما. وهما كلمتان بمنزلة كلمة واحدة ؛ يقال فى إعرابها : مبنية على فتح الجزأين فى محل رفع ، أو نصب أو جر ؛ على حسب حالة الجملة.
إلا اثنى عشر ؛ واثنتى عشرة : فيعربان كالمثنى دائما. وقد سبقت طريقة إعرابهما فى ص ١٢٢ و ١٤١ ،
(٣) ويسميه بعض النحاة «عقدا» وهذه أفضل من تسميته : «مفردا». وهو ٢٠ ، ٣٠ ، ٤٠ ، ٥٠ ، ٦٠ ، ٧٠ ، ٨٠ ، ٩٠.
(٤) وهو يشمل كل عدد مكون من اسمين ؛ أحدهما ؛ معطوف عليه ، والآخر معطوف بالواو مثل : واحد وعشرون ... سبع وثلاثون ... خمس وأربعون.
(٥) جرى بعض الكتاب على إدخال : «أل» على العدد دون المعدود ؛ فيقولون : الألف قرش مثلا. وقد أعلنت الحكومة عن مشروع رسمى لنشر بعض الكتب القديمة النفيسة ، أسمته : «مشروع الألف كتاب» ويدور جدل قديم وحديث حول صحة هذا الاستعمال أو خطئه. وقد ورد مثله فى أحاديث للرسول عليه السّلام. منها قوله : «... وأتى بالألف دينار» ونقل الصبان (فى الجزء الأول من حاشيته آخر باب المعرف بأل) نص الحديث. وورد غيره فى شواهد : «التوضيح لمشكلات الجامع الصحيح» ـ باب : الاستعانة باليد .. ـ قوله عليه السّلام : «ثم قرأ العشر آيات» .. كما ورد فى نصوص أخرى تصلح للاستشهاد ، وورد فى استعمال كثير ممن يستأنس بكلامهم وإن لم يكونوا من أهل الاستشهاد ... فلكل ما سبق يجوز قبوله مع الاعتراف بأنه غير مستحسن ، وأن الخير فى تركه. ويقول الشهاب الخفاجى فى حاشيته على «درة الغواص» إن ابن عصفور قال : «هو جائز على قبحه» ، وجاء فى حاشية ابن سعيد على الأشمونى : رفضه «الألف دينار» قائلا بأنه مرفوض وإن أجازه قوم من الكتاب كما نقل ابن عصفور ، هذا والذين يرفضونه يتأولون النصوص الواردة به بتكلف ظاهر لا داعى له.
(٦ ، ٦) فى ح ٣ ص ١٢ م ٩٣ تفصيل الكلام على : الإضافة المحضة وغير المحضة ، وأن الكوفيين يجيزون فى الإضافة المحضة إدخال «أل» على المضاف إذا كان عددا بشرط دخولها على المضاف إليه (أى : على المعدود) أيضا مع إيضاح ذلك كله والرأى فيه.