عليه السّلام ، ومن السنة : ما ثبت عنه من قول ، أو فعل ، أو تقرير (١). كما أن المراد من : ابن عباس هو : عبد الله ، بن عباس ، بن عبد المطلب (٢) ... دون باقى أبناء العباس. وكذلك المراد من : ابن عمر ، هو : عبد الله بن عمر بن الخطاب ، دون إخوته من أولاد عمر. وكذلك المراد من : ابن مسعود ، هو : عبد الله بن مسعود أيضا دون إخوته. وكانت تلك الكلمات فى الأصل قبل اشتهارها ، معرفة ؛ لاشتمالها على نوع من التعريف ، ولكنها لا تبلغ فيه درجة العلم الشخصىّ ؛ إذ ليست أعلاما شخصية. فلا تدل على واحد بعينه ؛ إذ الأصل فى كلمة : «المصحف» أن تنطبق على كل غلاف يحوى صحفا. وفى كلمة : «الرسول» أن تنطبق على كل إنسان أرسل من جهة إلى جهة معينة. وفى كلمة : «السنة» أن تنطبق على كل طريقة مرسومة ، وفى كلمة : «ابن فلان» أن تنطبق على كل ابن من أبناء ذلك الرجل. لكن اشتهرت كل كلمة مما سبق ـ بعد التعريف ـ فى فرد ، واقتصرت عليه ؛ بحيث إذا أطلقت لا تنصرف لغيره ؛ فقوى التعريف فيها ، وارتفع إلى درجة أرقى من الأولى ؛ تسمى : درجة العلم بالغلبة (أى : التغلب بالشهرة) وهى درجة تلحقه بالعلم الشخصى (٣) فى كل أحكامه. فمظهر الكلمة أنها معرفة «بأل» أو بالإضافة ، ولكن حقيقتها أنها معرفة بعلمية الغلبة. وهى فى درجة علم الشخص ـ كما قلنا ـ وتلغى معها الدرجة القديمة. ومن أمثلة العلم بالغلبة : المدينة (٤) ، العقبة (٥) ، الهرم (٦) ... مجلس
__________________
(١) ما يقره (أى : يوافق عليه) بالسكوت ؛ كأن يرى شخصا يقول قولا ، أو يعمل عملا بشرط أن تكون الأقوال أو الأعمال من الشئون المتصلة بالدين ـ ؛ فيسكت ، ولا يظهر ما يدل على المعارضة ؛ فيكون سكوته موافقة ضمنية ؛ تسمى : «تقريرا».
(٢) جد الرسول عليه السّلام.
(٣) قال النحاة ؛ إن العلم قسمان ؛ علم بالوضع ؛ فيشمل علم الشخص وعلم الجنس ، وعلم بالغلبة ، وهو ما شرحناه وأهم فارق بينهما أن العلم الوضعى يعين مسماه تعيينا مطلقا من أول لحظة وضع فيها على مسماه ، ووقع فيها الاختيار على لفظه ليكون رمزا على ذلك المسمى ؛ مثل إبراهيم ، فإنه يدل على صاحب ذلك الاسم ابتداء من تلك اللحظة التى وقع عليه الاختيار فيها ليدل على إبراهيم.
أما العلم بالغلبة فقد كان أول أمره معرفة «بأل» العهدية ، أو بالإضافة ولم يكن علما فى ابتداء أمره فنزلت غلبته (أى : شهرته) منزلة الوضع ؛ فصار بها علما شخصيا. وحين تصل الكلمة إلى درجة العلم بالتغلب تلغى درجة التعريف السابقة وتحل محلها الدرجة الجديدة.
(٤) مدينة الرسول عليه السّلام.
(٥) اسم بلد على الحدود الشرقية المصرية.
(٦) بناء بمصر ، أثرى ، ضخم ، مرت عليه آلاف السنين من غير أن تؤثر فيه تأثيرا يذكر.