جعلتها (١) معرفة ؛ كالأمثلة السابقة ونظائرها.
وليس مما يناسبنا اليوم أن نذكر آراء القدماء فى كلمة «أل» التى هى حرف للتعريف ؛ أهى كلها التى تعرّف ، أم اللام وحدها ، أم الهمزة وحدها ...؟ فإن هذا الترديد لا طائل وراءه بعد أن اشتهر الرأى القائل بأنهما معا (٢). ولكن الذى يناسبنا ترديده هو ما يقولونه من أن كلمة «أل» عدة أقسام (٣) منها :
__________________
(١) هناك نكرات لا تتعرف ؛ بل تبقى على تنكيرها ؛ ومنها : كلمة : «غير» ، و «مثل» وأشباههما مما يسمى : «نكرات متوغلة فى الإبهام» (انظر رقم ٥ من هامش الجدول الذى فى ص ٧٨ و ٧٩). ويجىء الكلام عليها فى باب الإضافة أول الجزء الثالث.
(٢) دفعنا إلى هذه الإشارة الموجزة ، والاكتفاء بها ـ ما نجده فى بعض المراجع المطولة ـ ومنها المراجع اللغوية التى لا غنى لجمهرة المثقفين عنها ـ أنها تقول : «اللام» بدلا من : «أل» فلا يدرى غير الخبير ما تريده من «اللام». فالقاموس ـ مثلا ـ يقول فى مادة. «الجرول» ما نصه : (والجرول كجعفر : الأرض ذات الحجارة و.. و.. و.. وبلا «لام» لقب الحطيئة العبسى). فأى لام يقصد؟ أهى الأولى أم الأخيرة؟ إنه يقصد الأولى التى للتعريف والتى قبلها همزة الوصل. ولا يدرك هذا إلا اللغوى ... ومن أراد معرفة تلك الآراء مفصلة فليرجع إلى مظانها ، فى مثل : حاشية الصبان ، والتصريح ، وغيرهما ، وهى آراء لا جدوى وراءها اليوم ، كما قلنا. وإلى ما سبق يشير ابن مالك بقوله :
«أل» حرف تعريف ، أو : «اللّام» فقط |
|
فنمط عرّفت ، قل فيه : النّمط |
يريد : أن «أل» للتعريف إذا كانت مركبة من الهمزة واللام معا ؛ أو : أن التعريف يكون باللام وحدها ، والهمزة للوصل. فإذا أردت تعريف كلمة : «نمط» التى هى نكرة فقل فيها : النمط ؛ بإدخال «أل» عليها. والنمط : بساط كالنوع الذى يسميه العامة «الكليم». وكذلك الجماعة من الناس تتشابه فى الأمر ... أما كلمة : «فقط» فقد قال «الخضرى» فى هذا الموضع ما نصه : «الفاء» لتزيين اللفظ ، «قط» بمعنى : حسب. وهى حال من «اللام» فى بيت ابن مالك. أى حال كونها حسبك ، أى : كافيتك عن طلب غيرها. وقيل الفاء فى جواب شرط مقدر ، و «قط» خبر لمحذوف (فالتقدير : إن عرفت هذا فقط ، أى فهى حسبك. أو اسم فعل ؛ بمعنى : «انته» أى : إذا عرفت ذلك فانته عن طلب غيرها.) فهى مبنية على السكون فى محل نصب ، حال ، أو : فى محل رفع ، خبر ، أو : لا محل لها ؛ لأنها اسم فعل.
وجاء فى ص ٢١ من حاشية الألوسى على القطر ، ما نصه :(«فقط ، أى : «فحسب» ولم تسمع منهم إلا مقرونة بالفاء ، وهى زائدة ، وكذا ، فحسب .... وفى المطول : أن «قط» من أسماء الأفعال بمعنى : انته. وكثيرا ما تصدر بالفاء تزيينا للفظ ، وكأنه جزاء شرط محذوف. وفى كتاب المسائل لابن السيد : وإنما صلحت الفاء فى هذه لأن معنى : أخذت درهما فقط ، أخذت درهما فاكتفيت به ا ه ومنه يعلم أنها عاطفة ، ومن المطول أنها فصيحة ؛ ولكل وجهة. اه)» أما : «حسب» فتفصيل الكلام عليها فى الجزء الثالث ؛ باب الإضافة ص ١٢٠ م ٩٤ حيث البيان الكامل لأحكامها.
(٣) إذا ذكرت «أل» فى الكلام مطلقة (أى : لم يذكر معها ما يدل على نوعها). كان المراد منها : «أل المعرفة» لأنها المقصودة عند الإطلاق. أما إذا أريد غيرها فلا بد من التقييد ، وترك الإطلاق ؛ فيقال : «أل» «الموصولة» ـ مثلا ـ أو : الزائدة ...