ببهائه. أو تفتح الورد الذى ـ ببهائه ـ يسرّ العيون. تريد فيهما : تفتح الورد الذى يسر العيون ببهائه.
والفصل بتلك الأشياء على الوجه الذى شرحناه ـ جائز فى الموصولات الاسمية إلا «أل» ، غير جائز فى الموصولات الحرفية (١) إلا «ما» ؛ كما قلنا ؛ فيصح أن تقول : فرحت بما الكتابة أحسنت ، أى : بما أحسنت الكتابة. (بإحسانك الكتابة).
ولما كان الفصل بين الموصول وصلته غير جائز إلا على الوجه السالف امتنع مجىء تابع للموصول قبل مجىء صلته ؛ فلا يكون له قبلها نعت ، ولا عطف بيان ، أو نسق ولا توكيد ، ولا بدل ، وكذلك لا يخبر عنه قبل مجىء الصلة وإتمامها. لأن الخبر أجنبى عن الصلة ، وكذلك لا يستثنى من الموصول ؛ فلا يصح : (رجع الذى ـ غير الضار ـ ينفع الناس) ؛ ولا يصح : (يحترم العقلاء الذى محمدا ـ يفيد غيره) ، ولا : (نظرت إلى الذى ـ والحصن ـ سكنته) ، ولا : (رأيت التى ـ نفسها فى الحقل) ، ولا : (جاء الذين ـ الذى فاز ـ فازوا). ولا : (الذى سباح ماهر ـ عبر النيل) ولا : (وقف الذين ـ إلا محمودا ـ فى الغرفة) تريد : رجع الذى ينفع الناس غير الضار. ويحترم العقلاء الذى (أى : محمدا) يفيد غيره. ونظرت إلى الذى سكنته والحصن ، ورأيت التى فى الحقل نفسها. وجاء الذى فاز. والذى عبر النيل سباح ماهر ـ ووقف الذين فى الغرفة إلا محمودا.
ويفهم من الشرط السابق شىء آخر. هو : أنه لا يجوز تقدم الصلة ولا شىء من مكملاتها على الموصول ، وهذا صحيح ، إلا أن يكون المكمل ظرفا ،
__________________
ـ ومنها : «الصبان» فقد ذكر ـ فى ج ٢ آخر باب الفاعل عند الكلام على امتناع تقدم المفعول به على عامله ـ أنه يمتع تقديمه إن كان عامله واقعا فى صلة حرف مصدرى ناصب ، بخلاف غير الناصب ، فيجوز عجبت مما زهرا تفتح ... ثم قال : «ومنهم من أطلق المنع» اه.
(١) سبب ذلك هو : النهج العربى المسموع ، الذى يجعل «أل» مع صلتها (وهى : الصفة الصريحة) كالكلمة الواحدة. وكذلك الموصولات الحرفية ـ غير ، «ما» فى رأى قوى ـ لشدة امتزاج الموصول الحرفى بصلته ؛ لتأويله معها بمصدر ؛ فهو مع صلته أقوى امتزاجا من الاسمى. أما الموصول الحرفى : «ما» فقد وردت منه أمثلة تبيح الفصل عند فريق كبير.