فاسم الإشارة المناسب له : «ذان» رفعا ، و «ذين» نصبا وجرا ؛ فيعرب (١) كالمثنى ؛ تقول : ذان فارسان ، حاكيت ذين الفارسين ، اقتديت بذين الفارسين ـ ذان قلمان جميلان ، اشتريت ذين القلمين ، كتبت بذين القلمين ؛ فاسم الإشارة هنا معرب مرفوع بالألف فى حالة الرفع ، ومنصوب ومجرور بالياء فى حالتى النصب والجر. وكذا فى كل جملة تشبه هذه.
فإن كان المشار إليه مثنى مؤنثا ـ للعاقل أو غيره ـ (ومنه : فصيحتان ، وردتان ...). فاسم الإشارة الذى يناسبه هو : «تان» رفعا ، و «تين» نصبا وجرّا ، فيعرب إعراب المثنى ؛ تقول : تان فصيحتان ، إن تين فصيحتان ، أصغيت إلى تين الفصيحتين. وتان وردتان ـ شممت تين الوردتين ، حرصت على تين الوردتين ؛ فاسم الإشارة (٢) هنا كسابقه ـ معرب إعراب المثنى. وكذا فى كل جملة أخرى.
وإن كان جمعا للعاقل أو غيره مثل : الطلاب ـ الأبواب ـ أتينا باسم الإشارة المناسب ؛ وهو «أولاء» ممدودة أو مقصورة ، تقول : أولاء الطلاب نابهون ، أولاء الأبواب مفتحة. واسم الإشارة هنا ممدود مبنى على الكسر فى محل رفع ؛ لأنه مبتدأ. أما فى جملة أخرى فيكون مبنيّا أيضا ولكنه فى محل رفع ، أو نصب. أو جر على حسب موقعه من الجملة التى يكون فيها. ومثله : «أرلى» المقصورة. إلا أنها فى جميع أحوالها مبنية على السكون فى محل رفع أو نصب أو جر على حسب موقعها من الجملة.
وإن كان المشار إليه مكانا أتينا بكلمة : «هنا» وهى إشارة وظرف مكان معا
__________________
(١) من الخير التيسير باتباع هذا الرأى القائل : بأنهما يعربان إعراب المثنى ، بالرغم من أن مفرد كل منهما مبنى قبل تثنيته ، والمبنى لا يثنى ولا يجمع ... وحجة هذا الرأى أن العرب الفصحاء أدخلت عليهما الألف والياء ؛ وهما العلامتان الدالتان على التثنية ؛ فلا داعى لإغفال الواقع بجعل الكلمتين مبنيتين على الألف رفعا ، وعلى الياء نصبا وجرا ، كما يرى فريق آخر من النحاة ؛ لأن الأخذ برأيه يبعدنا من مراعاة الظاهر السهل الذى يناسبنا اليوم. وإذا أخذنا بالتيسير المشار إليه وجب أن نلاحظ أن كل كلمة من الكلمات السابقة (أى : «ذان» ، و «ذين» ، و «تان» و «تين») لا يصح إضافتها إلى كلمة بعدها ؛ لأن الإضافة المحضة تفيد المضاف تعريفا أو تخصيصا. واسم الإشارة معرفة ؛ فلا تفيده الإضافة شيئا. هذا ، إلى أن جميع أسماء الإشارة ـ ما عدا المثناة ـ مبنية ، والمبنى من أسماء الإشارة لا يضاف ـ غالبا ـ. فالكاف الواقعة فى مثل «ذانك» و «تانك» رفعا ، ونصبا ، وجرا حرف خطاب (وقد تكلمنا عنه فى رقم ١ من هامش ص ٢٩٢) ، وليست ضميرا مضافا إليه ؛ إذ لو كانت ضميرا مضافا إليه لحذفت نون المثنى من المضاف منهما ، ومن مثل قوله تعالى : (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ).