المسألة ٢٥ :
كيفية استعمال أسماء الإشارة ، وإعرابها
عند اختيار اسم من أسماء الإشارة لا بد أن نعرف أولا : حالة المشار إليه من ناحية : (إفراده ، أو : تثنيته ، أو : جمعه) و (تذكيره ، أو تأنيثه) (عقله ، وعدم عقله) ثم نعرف ثانيا : حالته من ناحية : (قربه ، أو توسطه ، أو بعده).
(ا) فإذا عرفنا حالته من النواحى الأولى تخيرنا له من أسماء الإشارة ما يناسب ؛ فالمشار إليه إن كان مفردا مذكرا ـ عاقلا أو غير عاقل ـ كرجل وباب ، نختار له : «ذا» ، مثل : ذا رجل أديب ، ذا باب محكم. فكلمة «ذا» اسم إشارة ، مبنى على السكون فى محل رفع ، لأنها مبتدأ فى هذه الجملة ، وقد تكون فى محل نصب أو جرّ فى جملة أخرى ، فمثال محلها المنصوب : نجح العلماء فى إرسال القذائف إلى القمر ؛ فنزلت على سطحه ، وإن ذا من عجائب العلم. وقول الشاعر :
أيها الناس ، إن ذا العصر عصر ال |
|
علم ، والجدّ فى العلا ، والجهاد |
ومثال محلها المجرور قول الآخر :
ولست بإمّعة (١) فى الرجال |
|
أسائل عن ذا ، وذا ، ما الخبر؟ |
فهى مبنية دائما. ولكنها فى محل رفع ، أو نصب ، أو جر ، على حسب موقعها من الجمل.
وإن كان المشار إليه مفردة ، مؤنثة عاقلة أو غير عاقلة ـ مثل : فتاة وحديقة ـ فاسم الإشارة المناسب لها هو : «ذى» أو إحدى أخواتها مثل : ذى غرفة بديعة ـ ذى فتاة ماهرة ... وهى اسم إشارة مبنية دائما على السكون فى محل رفع ، لأنها مبتدأ ، هنا ، أما فى جملة أخرى فمبنية أيضا ، ولكن فى محل رفع ، أو نصب ، أو جرّ ، على حسب موقعها من الجملة.
وإن كان المشار إليه مثنى مذكرا ـ للعاقل أو غيره ـ مثل : فارسين ـ وقلمين ـ
__________________
(١) الإمعة : من لا أهمية له ، ولا رأى ، وإنما يسأل غيره عن كل شىء ، ويتابعه بغير تفكير.