بالياء وتلك الكلمة هى التى توصل لجمع المسمى به. أما الطريقة إلى تثنية هذا الجمع فهى الطريقة التى تقدمت فى التثنية (١) ، ويستعان فيها بكلمة : «ذو» أيضا
ح ـ سبقت الإشارة (٢) إلى أن النون مفتوحة فى جمع المذكر السالم وملحقاته (٣) فى أحواله الإعرابية المختلفة ؛ أى : فى حالة رفعه بالواو ، أو نصبه أو جره بالياء ، ولا علاقة لهذه النون بإعرابه. ومن العرب من يكسرها ، ولكن لا داعى للأخذ بهذه اللغة ، منعا للخلط والتشتيت من غير فائدة.
أما نون المثنى وجميع ملحقاته (٤) فالأشهر فيها أن تكون مكسورة فى الأحوال الإعرابية المختلفة. وقليل من العرب يفتحها ، ومنهم من يضمها بعد الألف ، ويكسرها بعد الياء ، فى حالتى النصب والجر ، ولا داعى للعدول عن الرأى الأشهر فى الاستعمال ، للسبب السالف (٥).
د ـ لنون المثنى والجمع وملحقاتهما أثر كبير فى سلامة المعنى ، وإزالة اللبس ؛ ففى قولنا : سافر خليلان : موسى ومصطفى ـ نفهم أن موسى ومصطفى هما الخليلان ، وأنهما اللذان سافرا ، بخلاف ما لو قلنا : سافر خليلا موسى ومصطفى ؛ بغير النون فإننا قد نفهم الكلام على الإضافة (إضافة : خليلا إلى موسى) ويتبع هذا أن الخليلين هما اللذان سافرا ، دون موسى ومصطفى. وفرق بين المعنيين.
ومثل هذا أن نقول فى الجمع : مررت ببنين أبطال ؛ فالأبطال هم البنون ؛ والبنون هم الأبطال ، فلو حذفت النون لكان الكلام : مررت ببنى أبطال ، وجاز أن نفهم الكلام على الإضافة ؛ إضافة البنين إلى أبطال ؛ فيتغير المعنى.
وكذلك تمنع توهم الإفراد فى مثل : جاءنى هذان ، ورحبت بالداعين للخير ؛ فلو لم توجد النون لكان الكلام : جاءنى هذا ، ورحبت بالداعى للخير ؛ وظاهره أنه
__________________
(١) فى رقم ١ من هامش ص ١١٨.
(٢) فى ص ١٢٧.
(٣) ويدخل فيها : ما سمى به ، وما جمع على سبيل التغليب ، وغيرهما ...
(٤) يدخل فيها ما سمى به ، وما ثنى على سبيل التغليب ، واثنان واثنتان ، وغيرهما من كل ما أعرب إعراب المثنى ـ كما سبقت الإشارة لهذا فى رقم ٤ من هامش ص ١١١.
(٥) وفى هذا يقول ابن مالك :
ونون مجموع وما به التحق |
|
فافتح وقلّ من بكسره نطق |
ونون ما ثنّى والملحق به |
|
بعكس ذلك استعمدوه ؛ فانتبه |
كلمة «نون» الأولى مبتدا ، خبره : الجملة الفعلية : «افتح» والفاء التى فى أولها زائدة.