المسألة الأولى :
الكلام ، وما يتألف منه.
الكلمة ـ الكلام (أو : الجملة) ـ الكلم ـ القول.
ما المراد من هذه الألفاظ الاصطلاحية فى عرف النحويين؟
الكلمة :
حروف الهجاء تسعة وعشرون حرفا ، (وهى : أ(١) ـ ب ـ ت ـ ث ـ ج ...) وكل واحد منها رمز مجرد ؛ لا يدل إلا على نفسه ، ما دام مستقلا لا يتصل بحرف آخر. فإذا اتصل بحرف أو أكثر ، نشأ من هذا الاتصال ما يسمى : «الكلمة». فاتصال الفاء بالميم ـ مثلا ـ يوجد كلمة : «فم» ، واتصال العين بالياء فالنون ، يوجد كلمة : «عين» ، واتصال الميم بالنون فالزاى فاللام ، يحدث كلمة : «منزل» ... وهكذا تنشأ الكلمات الثنائية ، والثلاثية ، والرباعية ـ وغيرها (٢) ـ من انضمام بعض حروف الهجاء إلى بعض(٣).
وكل كلمة من هذه الكلمات التى نشأت بالطريقة السالفة تدل على معنى ؛ لكنه معنى جزئى ؛ (أى : مفرد) ؛ فكلمة : «فم» حين نسمعها ، لا نفهم منها أكثر من أنها اسم شىء معين. أما حصول أمر من هذا الشىء ، أو عدم حصوله ... ، أما تكوينه ، أو وصفه ، أو دلالته على زمان أو مكان ، أو معنى آخر ـ فلا نفهمه من كلمة : «فم» وحدها. وكذلك الشأن فى كلمة : «عين» ، و «منزل» وغيرهما من باقى الكلمات المفردة.
__________________
(١) الأرجح أن الحرف الأول من حروف الهجاء هو : «الهمزة» وليس الألف التى تحملها فوقها ، لتظهرها بارزة لا تختفى ، ولا تختلط بغيرها ، فشأن الألف فى هذا كشأن الواو والياء اللتين تستقر فوقهما الهمزة فى كتابة بعض الكلمات. أما الألف الأصلية ، فمكانها فى الترتيب الأبجد ى بعد اللام مباشرة ، حتى لقد اندمجت فى اللام ، وصارتا : «لا» مع أنهما حرفان ، لا حرف واحد.
(٢) لا تزيد أحرف الاسم على سبعة : نحو : «استغفار». ولا أحرف الفعل على ستة ؛ نحو : «استغفر» ، ولا أحرف الحرف على خمسة ؛ نحو : «لكن» ، باعتبارها كلمة واحدة ـ على الأصح ـ ، مشددة النون ، ثابتة الألف بعد اللام نطقا. ومن النحاة من يجعل : «حيثما» كلمة واحدة ، ويعدها من الحروف. ورأيه ضعيف مردود. ـ انظر ص ٦٦ ـ
(٣) لهذا تسمى الحروف الهجائية : «حروف المبانى» ؛ لأنها أساس بنية الكلمة. وهى غير «حروف الربط» التى ستجىء فى ص ٦٢.