فإن كانتا للتوكيد وجب أن يسبقهما المؤكّد الذى يطابقه الضمير ، نحو أكرم الوالدين ؛ فإن كليهما صاحب الفضل الأكبر عليك ... وعاون الجدّتين ، فإن كلتيهما أحبّ الناس لك. فالكلمتان ليستا للتوكيد ، وهما معربتان كالمثنى منصوبتان بالياء ،
ونحو : جاء الفارسان كلاهما ، غابت السيدتان كلتاهما ؛ «فكلا» و «كلتا» توكيد مرفوع بالألف ؛ لأنه ملحق بالمثنى ، وهو مضاف و «هما» مضاف إليه ، مبنى على السكون فى محل جر. ونحو : صافحت الفارسين كليهما ، والمحسنتين كلتيهما ، وأثنيت على الفارسين كليهما ، والسيدتين كلتيهما (فكلا وكلتا توكيد منصوب أو مجرور بالياء مضاف ، والضمير مضاف إليه ، مبنى على السكون فى محل جر (١) ...
فلو أضيفت كلا أو كلتا لاسم ظاهر (٢) لم تعرب كالمثنى ، ولم تكن للتوكيد ، ـ وأعربت ـ كالمقصور ـ على حسب الجملة ، بحركات مقدرة على الألف ، فى جميع الأحوال : (رفعا ، ونصبا ، وجرّا) ، مثل : سبق كلا المجتهدين ، وفازت كلتا لماهرتين ، فكلا وكلتا : فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف. ومثل : هنأت كلا المجتهدين ، وكلتا الماهرتين ؛ فكلا وكلتا مفعول به ، منصوب بفتحة مقدرة على الألف. وسألت عن كلا المجتهدين ، وعن كلتا الماهرتين ، فكلا وكلتا مجرورة ، وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف.
مما تقدم نعلم :
ا ـ أن كلا وكلتا إذا أضيفتا للضمير تعربان كالمثنى ـ أى ، : بالحروف المعروفة فى إعرابه ـ ؛ سواء أكانتا للتوكيد (٣) أم لغيره ، ولا بد أن يكون الضمير للتثنية
ب ـ وأنهما عند الإضافة للظاهر ، لا تكونان كالمثنى ، بل تعربان على حسب
__________________
(١) انظر «ا» ورقم ٢ من : «ب» ص ١١٤ ـ فى الزيادة حيث بعض الصور الدقيقة المتصلة بهذا الحكم.
(٢) والأفصح أن يكون الظاهر مثنى معرفة. غير مفرق ـ كما سيجىء فى الجزء الثالث ، باب الإضافة ـ
(٣) وإذا كانتا للتوكيد وجب أن يسبقهما المؤكد.