ذو أدب وقول الشاعر :
ومن لا يكن ذا ناصر يوم حقّه |
|
يغلّب عليه ذو النّصير ، ويضهد (١) |
__________________
ـ جاء فى تاج العروس شرح القاموس خاصا بكلمة : «ذو» بمعنى «صاحب» ما نصه :
«كلمة صيغت ليتوصل بها إلى الوصف بالأجناس») .. وقال شارح المفصل ـ ج ١ ص ٥٣ ـ ما نصه :(«إنها لم تدخل إلا وصلة إلى وصف الأسماء بالأجناس كما دخلت : «الذى» وصلة إلى وصف المعارف بالجمل ـ وكما أتى «بأى» وصلة لنداء ما فيه «الألف واللام» فى قولك : يأيها الرجل ، ويأيها الناس) اه والمراد مما سبق أن أسماء الأجناس جامدة ـ فى الغالب ـ فليست مشتقة ولا مؤولة بالمشتق ، فلا تصلح أن تقع نعتا ولا غيره مما يتطلب الاشتقاق الصريح أو المؤول ؛ ـ كالحال ـ فجاءت : «ذو» قبل اسم الجنس ـ وهى مما يؤول بالمشتق ـ لتكون وسيلة للوصف به مع إعرابها هى الصفة المضافة ، وإعراب اسم الجنس هو المضاف إليه المجرور. فإن وقعت صفة لنكرة وجب أن يكون اسم الجنس (وهو المضاف إليه) نكرة ، وإن وقعت صفة لمعرفة وجب أن يكون اسم الجنس (وهو : المضاف إليه) معرفا بالألف واللام ، ولا يصح أن تضاف : «ذو» التى بمعنى : «صاحب» إلى علم ، ولا إلى ضمير ما دام الغرض من مجيئها التوصل بها إلى الوصف باسم الجنس.
فإن لم يكن الغرض من مجيئها هو هذا التوصل فالصحيح أنها تدخل على الأعلام والمضمرات وأمثلة هذا كثيرة فى كلام العرب ؛ منها : «ذو الخلصة» ، «والخلصة : اسم صنم. و «ذو» كناية عن بيته) ومنها : ذو رعين ، وذو جدن ، وذو ييزن ، وذو المجاز ... وكل هذه أعلام سبقتها «ذو» أى : أعلام مصدرة بكلمة مستقلة هى : «ذو» ومن أمثلة دخولها على الضمير قول كعب بن زهير :
صبحنا الخزرجيّة مرهفات |
|
أبار ذوى أرومتها ذووها |
وقول الأحوص :
ولكن رجونا منك مثل الذى به |
|
صرفنا قديما من ذويك الأوائل |
وقول الآخر :
إنما يصطنع المع |
|
روف فى الناس ذووه |
«وقالوا : جاء من ذى نفسه ، ومن ذات نفسه ، أى : طائعا. ـ راجع تاج العروس ج ١٠ مادة : «ذو» ـ ... ولا قيمة للتعليل أو التأويل الذى يردده شارح المفصل (ج ١ ص ٥٣) محاولا به أن يجعل الضمير المضاف إليه فى بعض الأمثلة السابقة قريبا من اسم الجنس ، فيستساغ معه أن تكون «ذو» هى المضاف ... لا قيمة لهذا بعد أن نطق العرب بإضافتها إلى الضمير والعلم ، وتعددت الأمثلة الفصيحة الواردة عنهم ، والتى لا تحتاج إلى تعليل ولا تأويل إلا صحة ورودها.
وإذا وقعت كلمة : «ذو» صدر اسم جنس لا يعقل وأريد جمعه وجب جمعه مؤنثا سالما ؛ نحو : مضى ذو القعدة ، وذوات القعدة. ومثل هذا يقال فى اسم الجنس المصدر بكلمة : «ابن» أو : أخ ؛ نحو : ابن آوى وبنات آوى ، وأخ الجحر (للثعبان) وأخوات الجحر ، (سيجىء لهذا إشارة فى ح من ص ١٥٥ عند الكلام على جمع المؤنث ، وبيان فى الجزء الرابع ، آخر باب جمع التكسير ص ٥٠٧.
هذا ، ولكلمة «أذو» ، و «ذات» استعمالات أدبية دقيقة ، بيانها فى مكانها المناسب ج ٣ ص ٣٦ م ٩٣ باب الإضافة. وكذلك ج ٢ باب الظرف ص ٢١٥ و ٢٢٠ م ٧٩.
وهى تختلف اختلافا تاما عن «ذو» التى هى اسم موصول ؛ بمعنى : «الذى». مثل جاء «ذو» قام. أى : جاء الذى قام ؛ فإن الموصولة تلازمها الواو ـ غالبا ـ فى أحوالها المختلفة ، وتكون مبنية على السكون فى محل رفع ، أو نصب ، أو جر ، كما سيجىء فى باب الموصول. رقم ٤ من ص ٣١٨.
(١) يضهد : يقهر ويغلب.