جائز نحو : صلّ ، وملّ ، وشدّ ، ومدّ ، وأشباه ذلك. والآخر أن يلتقي حرفان
مختلفان ، إلّا أن أحدهما مقارب للآخر في المجانسة أو المخرج ، فتبدل الأول من جنس
الثاني ، وتدغمه فيه ، فيصير من لفظ الثاني ، كقولك : الرّحمن ، الرّحيم ،
والسّميع ، والذّاهب ، وما أشبه ذلك.
نقول على هذه
المقدمة : الإدغام وصلك حرفا ساكنا بحرف مثله من موضع واحد أو موضعين ، من غير
حركة تفصل بينهما ، ولا وقفة ، فيصيران بتداخلهما كحرف واحد ، ينبو اللسان عنهما
نبوة واحدة ، ويشتدّ الحرف .
وليس غرضنا /
شرح الإدغام فنأتي على وجوهه وأحكامه ، وإنّما ذكرنا منه أصلا يدلّ على وجوهه
لتعلّقه بمقصدنا ، ثمّ نرجع إلى ذكر اللّام. واعلم أنه لا بدّ من أن تعرف مخرج
الحرف الذي تريد أن تعرف حكمه في الإدغام ، والحروف المجانسة له.
فمخرج اللام من
طرف اللسان. وتقاربه في مخرجه الراء والنون. قال سيبويه : مخرج اللّام من حافّة
اللسان [من] أدناها إلى منتهى طرف اللسان ، [ما] بينها وبين ما يليها من الحنك
الأعلى
__________________