من نصحت العسل : إذا
صفّيته من الشمع ، شبّهوا تخليص العقول من الغش بتخليص العسل من الشمع ، والمراد
من «بالغ في النصيحة» أي بالغ في إرشادهم إلى مصالح دينهم ودنياهم ، وتعليمهم
ايّاها ، وعرضهم عليها ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، والذبّ عنهم وعن
أعراضهم.
وبالجملة جلب خير الدنيا والآخرة إليهم.
قوله عليهالسلام
: «وَمَضىٰ
عَلَى الطَّرِيقَةِ» أي الطريق المستقيم
من غير إنحراف ، قال تعالى : «قُلْ
هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا
وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»
.
قوله عليهالسلام
: «وَدَعٰا
إِلَى الْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ»
قال الطبرسي : أي دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله
اُمّته إلى دين الحق وإلى مرضاة الله ، و «الحكمة» أي بالقرآن ، وسمّى القرآن حكمة
لأنّه يتضمّن الأمر بالحسن والنهي عن القبيح ، وأصل الحكمة المعرفة بمراتب الأفعال
في الحسن والقبح والصلاح والفساد «وبالموعظة الحسنة» أي الوعظ الحسن وهو الصرف عن
القبيح على وجه الترغيب في تركه والتزهيد في فعله ، وفي ذلك تليين القلوب بما يوجب
الخشوع .
* * *
__________________