وَمِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ (١)
|
أَمِينُ وَحْيِهِ ، وَخٰاتَمُ رُسُلِهِ ، وَبَشِيرُ رَحْمَتِهِ ، وَنَذِيرُ نِقْمَتِهِ |
قوله عليهالسلام : «أَمِينُ وَحْيِهِ» الأمين : فعيل من الأمانة ، فهو إمّا بمعنى المفعول : أي مأمون من أمنه ـ كعلمه ـ إذا إستأمنه ، فهو صلىاللهعليهوآله مأمون على ما أوحى إليه من الكتاب الكريم ، وشرائع الدين القويم من التحريف والتغيير فيما أمر بتبليغه لمكان العصمة الموجدة فيه.
أو بمعنى فاعل من أمن هو ـ ككرم ـ فهو أمين وحيث أنّ من شأن الأمين قوّته على ضبط ما يستأمن عليه ، وإستعداده له ، وحفظه وصيانته عن التلف والأدناس والتبديل والزيادة والنقصان ، ولهذا سمّي نبيّنا صلىاللهعليهوآله بين الناس قبل بعثته بـ«محمّد الأمين» وبعد بعثته قد أخبر عنه سبحانه وقال : «إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ» (٢) وقال الله تعالى فيه : «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ» (٣).
وأخرجه المتّقي الهندي : عن أبي رافع قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أما والله إنّي لأمين في السماء ، أمين في الأرض (٤).
وقال عمّه أبوطالب فيه :
أنت الأمين أمين الله لاكذب |
|
والصّادق القول لا لهو ، ولا لعب |
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ص ٢٤٧ ، الخطبة ١٧٣.
٢ ـ الشعراء : ١٠٧.
٣ ـ النجم : ٣ ـ ٤.
٤ ـ كنز العمّال : ج ١١ ، ص ٤١٣ ، ح ٣١٩٣٧.