التي لا علاج لسمومها
.
بيد أنّ حيّات تلك الأرض على غاية من
القوة والسموم.
قوله عليهالسلام
: «تَشْرَبُونَ الْكَدِرَ» لأنّ غالب مياه العرب آنذاك هو الغدران ، وأصلها ماء
المطر ينزل على الأودية السبخة والقفار الملحة فيسيل حتّى يقع في تلك الغدران
فيكون مرّاً أٌجاجاً ثم يتكدّر ويتعفّن.
وقال الحموي : سلاح : ماء لبني كلاب
شبكة ملحة لا يشرب منها إلّا سلح .
قوله عليهالسلام
: «وَتأْكُلُونَ
الْجَشِبَ» قال الجوهري : طعام جشب ومجشوب : أي
غليظ وخشن ، ويقال : هو الذي لا أدم معه .
وقال المغيرة بن زرارة ليزد جرد : كنّاناً
كلّ الخنافس والجعلان والعقارب والحيات .
وقال الجاحظ : في طعام العرب غير العلهز
والهبيد أطعمة اُخرى مذمومة منها : الغث ، والدعاع ، والقدّ ، والعسوم ، ومنقع
البرم ، والقصيد ، والحيّات .
وقال خالد بن عمير العددي : شهدت فتح
الأملة ، فأصبنا سفينة مملوّة جوزاً ، فقال رجل : ما هذه الحجارة؟ ثم كسر واحدة.
فقال : طعام طيّب.
قوله عليهالسلام
: «وَتَسْفِكُونَ
دِمٰاءَكُمْ ، وَتَقْطَعُونَ أَرْحٰامَكُمْ»
فإنّ القتل والغارة وسفك الدماء كان من شعار العرب في أيّام الجاهليّة ، وربّما
كان
__________________