جاؤوا إلى تلك الصخرة
وتمسّحوا بها الإبل والغنم ، فجاء رجل بإبل له يريد أن يتمسّح لها بالصخرة ، ويبارك
عليها ، فنفرت وتفرّقت فقال :
أتينا إلى سعد ليجمع شملنا
|
|
فشتّتنا سعد فما نحن من سعد
|
وهل سعد إلّا صخرة بتنوفة
|
|
من الأرض لا تدعو لغي ولا رشد
|
ومرّ رجل بسعد وثعلب يبول عليه فقال :
أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذلّ من
بالت عليه الثعالب
قوله عليهالسلام
: «بَيْنَ
مُشَبِّهٍ لِلّٰهِ بِخَلْقِهِ»
وهم الذين شبّهوا الله تعالى بالمخلوقات ، ومثّلوه بالحادثات وأثبتوا له صفات
الجسم.
فمنهم مشبّهة الحشويّة ، قالوا : هو جسم
لا كالأجسام ، ومركّب من لحم ودم لا كاللحوم والدماء ، وله الأعضاء والجوارح ، ويجوز
عليه الملامسة والمعانقة والمصافحة للمخلصين.
ومنهم الذين قالوا : إنّ الله على العرش
من جهة العلو مماس له من الصفحة العليا ، ويجوز عليه الحركة والإنتقال ، قال اميّة
بن أبي الصلت :
من فوق عرش جالس قد حطّ رجليه على
كرسيّه المنصوب
ومنهم : اليهود والنصارىٰ ، حيث
أثبتوا له إبناً وهو عزير ، وحكى الله عنهم «وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ
اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ»
.
__________________