الله رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً يوم الإثنين في السابع والعشرين من رجب فما من شجر وحجر إلّا سلّم عليه قائلاً : السلام عليك يا رسول الله ، وفرض عليه التبليغ وقراءة القرآن.
ولمّا تمّت له إحدى وخمسون سنة وتسعة أشهر اُسري به «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ» (١) وفرض عليه خمس الصلوات.
ولمّا بلغ ثلاثاً وخمسين هاجر إلى المدينة يوم الإثنين لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل ، ودخلها ضحى يوم الإثنين ، واُذن له في الجهاد في السنة الثانية لمن إبتدأه في غير الأشهر الحرم ، ثم اُبيح له إبتداؤهم فيها أيضاً ، وفيها وجب صوم شهر رمضان ، واختلفوا في الزّكاة هل فرضت قبله أو بعده؟ وفي فرض الحجّ هل كان في الخامسة أو السادسة؟ وفي السنة الخامسة : كانت بيعة الرضوان ، وفي الثامنة : فتح مكّة. وقال تعالى : «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا» (٢).
وفي العاشرة كانت حجّة الوداع ، وكانت وقفة عرفة فيها يوم الجمعة بالإجماع ، ولم يحجّ بعد الهجرة إلّا إيّاها وقبلها لم يضبط ، واعتمر أربعاً ، وكانت غزواته سبعاً وعشرين ، وسراياه ستّاً وخمسين ، وقيل : غير ذلك.
وتزوّج إحدى وعشرين إمرأة ، وطلّق ستّاً ، وماتت عنده خمس ، وتُوفي صلىاللهعليهوآله عن تسع.
وأولاده ستّة ذكران وهما : القاسم وإبراهيم ، وأربع بنات : وهنّ فاطمة عليهاالسلام ، وزينب ، ورقيّة ، واُم كلثوم ، وكلّهم من خديجة عليهاالسلام ، إلّا إبراهيم فإنّه من مارية القبطيّة ، هذا هو المتّفق عليه ، واختلف فيما سوى هٰؤلاء.
ولمّا بلغ صلىاللهعليهوآله ثلاثاً وستّين ، وقيل : خمساً وستّين إختاره الرفيق الأعلى
__________________
١ ـ النجم : ٨ ـ ٩.
٢ ـ النصر : ١ ـ ٢.