قائمة الکتاب
الخطبة «192» : في أنّ الملأ من قريش قالوا لرسول الله يا محمّد صلىاللهعليهوآله إنّك إدّعيت عظيماً
١٩٧
إعدادات
الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله على لسان وصيّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله على لسان وصيّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
تحمیل
وقال الجزري : وقد صنّف العلماء في معجزات النبيّ صلىاللهعليهوآله كتباً كثيرة ذكروا فيها كلّ عجيبة (١).
ونختم حديثنا بما رواه إبن سعد في طبقاته : أن قريشاً لمّا تكاتبت على بني هاشم ألّا يناكحوهم ، ولا يبايعوهم ، ولا يخالطوهم في شيئ ، ولا يكلّموهم حين أبوا أن يدفعوا إليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله ومكثو في شعبهم ثلاث سنين محصورين. ثم إطلع الله تعالى رسوله صلىاللهعليهوآله على أمر صحيفتهم ، وأنّ الأرضة قد أكلت ما كان فيها من جور وظلم ، وبقي ما كان فيها من ذكر الله ، فجاءهم أبوطالب فقال لهم : إن إبن أخي قد أخبرني ولم يكذّبني قط أن الله قد سلّط على صحيفتكم الأرضة ، فلحست كلّ ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقي فيها كل ما ذكر به الله فإن كان إبن أخي صادقاً نزعتم عن سوء رأيكم ، وإن كان كاذباً دفعته إليكم فقتلتموه أواستحييتموه. قالوا : قد أنصفتنا. فأرسلوا إلى الصحيفة ففتحوها فإذا هي كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قد أكلت الأرضة كلّها إلّا ما كان من ذكر الله فيها ، فسقط في أيديهم ونكّسوا على رؤوسهم.
فقال أبوطالب : علامَ نُحبس ونحصر وقدبان الأمر؟.
ثم دخل هو وأصحابه بين أستار الكعبة ، فقال : اللّهم اُنصرنا ممّن ظلمنا ، وقطع أرحامنا ، واستحلّ ما يحرم عليه منّا ، ثم انصرفوا إلى الشعب.
وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم ، فلبسوا السلاح ثم خرجوا إلى بني هاشم وبني المطّلب فأمروهم بالخروج إلى مساكنهم
__________________
١ ـ الكامل في التاريخ : ج ٢ ، ص ٤٧.