وابتعثك به رسولاً «عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ» (١) إمّا الوليد بن المغيرة بمكة ، وإمّا عروة بن مسعود الثقفي بالطائف.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هل بقي من كلامك شيئ يا عبدالله؟.
قال : بلى «لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا» (٢) بمكة هذه ، فإنّها ذات حجارة وعرة ، وجبال تكسح أرضها وتحفرها ، وتجري فيها العيون ، فإننا إلى ذلك محتاجون «أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا» (٣) ، «أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا» (٤). فإنّك قلت لنا : «وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ» (٥) ولعلّنا نقول : ذلك ، ثم قال : «لَن نُّؤْمِنَ لَكَ» (٦) ، «أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا» (٧). تأتي به وبهم ، وهم لنا مقابلون «أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ» (٨) تعطينا منه وتغنينا به ، فلعلّنا نطغى ، فإنّك قلت لنا : «كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ» (٩). ثم قال : «أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ» (١٠) من الله العزيز الحكيم إلى عبدالله بن أميّة المخزومي ومن معه بأن آمنوا بمحمّد بن عبدالله بن عبدالمطلب ، فإنّه رسولي وصدّقوه في مقاله فإنّه من عندي.
ثم لا أدري يا محمّد إذا فعلت هذا كلّه اُؤمن بك أولاً اُؤمن بك ، بل لو رفعتنا إلى السماء ، وفتحت أبوابها ، وأدخلتناها لقلنا : «إِنَّمَا سُكِّرَتْ
__________________
١ ـ الزخرف : ٣١.
٢ ـ الإسراء : ٩٠.
٣ ـ الإسراء : ٩١.
٤ ـ الإسراء : ٩٢.
٥ ـ الطور : ٤٤.
٦ ـ الإسراء : ٩٠.
٧ ـ الإسراء : ٩٢.
٨ ـ الإسراء : ٩٣.
٩ ـ العلق : ٦ ـ ٧.
١٠ ـ الإسراء : ٩٣.