وَمِنْ
خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلٰامُ
وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الصَّفِيُّ ، وَأَمِينُهُ الرَّضِىُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ. أَرْسَلَهُ بِوُجُوبِ الْحُجَجِ ، وَظُهُورِ
الْفَلَجِ ، وَإِيضٰاحِ الْمَنْهَجِ ، فَبَلَّغَ الرِّسٰالَةَ
صٰادِعًا بِهٰا ، وَحَمَلَ عَلَى الْمَحَجَّةِ دٰالًّا
عَلَيْهٰا ، وَأَقٰامَ أَعْلٰامَ الْإِهْتِدٰاءِ ، وَمَنٰارَ
الضِّيٰاءِ ، وَجَعَلَ أَمْرٰاسَ الْإِسْلٰامِ مَتِينَةً ، وَعُرَى
الْإِيمٰانِ وَثِيقَةً.
قوله عليهالسلام
: «وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»
قال الله تعالى : «مَّا
كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ
وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ»
.
قوله عليهالسلام
: «الصَّفِىُّ»
أي الخالص في مقام العبوديّة عن الكدر النفسانيّة.
وقيل : إنّ على حساب الحروف الأبجديّة
لفظ المصطفى محمّد رسول الله يساوي عدد ٧١٤ ، ولفظ سيّد النبيين صلىاللهعليهوآلهوسلم
يساوي عدد ٧١٦. فهما متقاربان تقريباً.
قوله عليهالسلام
: «وَأَمِينُهُ
الرَّضِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ»
«الأمين» : تقدم شرحه في الخطبة ١٠٠.
قوله عليهالسلام
: «أَرْسَلَهُ
بِوُجُوبِ الْحُجَجِ» «الرسالة» بالكسر ،
لغة : اسم من الإرسال وهو التوجيه ، وعرفاً تكليف الله تعالى بعض عباده بواسطة ملك
يشاهده ويشافهه أن يدعو الخلق إليه ويبلّغهم أحكامه ، وقد تطلق على نفس الأحكام
المرسل به. والمراد أي أرسله مع المعجزات الباهرة الدّالة على صدق قوله بأنّه : «نَذِيرٌ
وَبَشِيرٌ»
ولإتمام الحجّة على العباد
__________________