الغصن الثاني من هذا الكتاب المؤوّلة بقيام القائم عجّل الله فرجه.
الآية الثامنة عشرة : قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (١) عن منتخب البصائر والبرهان عن أبي بصير عن أحدهما : في الآخرة أعمى قال : في الرجعة (٢).
الآية التاسعة عشرة : قوله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (٣) عن تفسير القمّي ومنتخب البصائر عن معاوية بن عمّار قلت لأبي عبد الله عليهالسلام قول الله : (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) قال : هي والله للنصّاب قال : جعلت فداك قد رأيتهم دهرهم الأطول في كفاية حتّى ماتوا قال : ذلك والله في الرجعة يأكلون العذرة (٤).
الآية العشرون : قوله تعالى : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (٥) عن تفسير القمّي عن محمد بن مسلم عنهما قالا : كلّ قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة فهذه الآية من أعظم الدلالات في الرجعة لأنّ أحدا من أهل الإسلام لا ينكر أنّ الناس كلّهم يرجعون إلى يوم القيامة من هلك ولم يهلك فقوله : لا يرجعون يعني في الرجعة فأمّا إلى يوم القيامة فيرجعون ، وأمّا من محض الإيمان محضا وغيرهم ممّن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضا فيرجعون (٦).
الآية الحادية والعشرون : قوله تعالى : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) (٧) الأخبار الواردة في ذيل الآية كثيرة منها ما عن تفسير القمّي عن مفضل عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال رجل لعمّار بن ياسر : يا أبا اليقظان آية في كتاب الله قد أفسدت قلبي وشككتني قال عمّار : وأيّة آية هي؟
قال : قول الله (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ) الآية ، فأيّة دابّة هذه؟ قال عمّار : والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتّى أريكها فجاء عمّار مع الرجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وهو يأكل تمرا وزبدا فقال : يا أبا اليقظان هلمّ فجلس عمّار وأقبل يأكل معه فتعجّب الرجل منه ، فلمّا قام عمّار
__________________
(١) سورة الإسراء : ٧٢.
(٢) مختصر البصائر : ٢٠.
(٣) سورة طه : ١٢٤.
(٤) تفسير القمي : ٢ / ٦٥.
(٥) سورة الأنبياء : ٩٥.
(٦) تفسير القمي : ١ / ٢٤.
(٧) سورة النمل : ٨٢.