عرف أنّ فتحها ليس إلّا بنصر إلهي ربّاني وتأييد سماوي سبحاني ، ولا يتيسّر بطول الحصار والقتال ولا بقوّة الحيل وكثرة الخيل والرجال ومع ذلك إنّ المهدي (عج) إنّما يفتحها بالتسبيح والتكبير لذي الجلال من غير قتال فيكون ذلك من المعاجز الجليلة الخارجة عن قوّة الطاقة البشرية (١).
وعن عقد الدرر أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : هل سمعتم بمدينة جانب منها في البرّ وجانب منها في البحر؟ قالوا : نعم يا رسول الله قال : لا تقوم الساعة حتّى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق فإذا جاءوها نزلوا عليها فلم يقاتلوها بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا : لا إله إلّا الله والله أكبر فيسقط حائطها الذي في البحر ثمّ يقولون الثانية : لا إله إلّا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثمّ يقولون الثالثة : لا إله إلّا الله والله أكبر فتفتح لهم فيغنمون ، فبينا هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقالوا : إنّ الدجّال قد خرج فيتركون كلّ شيء ويرجعون(٢).
وفي غيبة النعماني عن الصادق عليهالسلام قال : إذا قام القائم (عج) في أقاليم الأرض في كل إقليم رجل يقول : عهدك في كفّك فإذا ورد عليك ما لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفّك واعمل بما فيها. قال : ويبعث جندا إلى القسطنطينة فإذا بلغوا إلى الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا ومشوا على الماء فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء قالوا : هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو؟ فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون (٣).
وفيه عن بشر بن غالب الأسدي قال : قال لي الحسين بن علي عليهالسلام : يا بشر ما بقاء قريش إذا قدّم القائم المهدي (عج) منهم خمسمائة رجل فضرب أعناقهم ثمّ قدم خمسمائة فضرب أعناقهم صبرا ثمّ خمسمائة فضرب أعناقهم قال : فقلت : أصلحك الله أيبلغون ذلك؟ فقال الحسين بن علي عليهالسلام : إنّ موالي القوم منهم ، قال : فقال لي بشر بن غالب أخو بشير بن غالب أشهد أنّ الحسين بن علي عليهالسلام عدّ على أخي ست عدّات(٤)(٥).
__________________
(١) مجمع النورين : ٣١٩ ، وعقد الدرر : ١٢٧ ، والبحار : ٥٧ / ٢٣٩ بتفاوت.
(٢) كنز العمّال : ١٤ / ٣٠٥ ح ٣٨٧٧٥ والمستدرك للحاكم : ٤ / ٤٧٦.
(٣) غيبة النعماني : ٣١٩ ح ٨ باب ٢١ وفيه : ما يشاءون.
(٤) وقال ست عددات على اختلاف الروايات.
(٥) غيبة النعماني : ٢٣٥ ح ٢٣ باب ١٣.