وأمّا النبي صلىاللهعليهوآله فغيبته المشهورة كانت في الغار وكل المسلمين أطبقوا على
أنّ غيبته في الغار إنّما كانت تقية عن المشركين وخوفا على نفسه ، حتّى أنّه لو لم
يذهب إلى الغار لقتلوه ؛ لأنّهم مهّدوا له القتل وسوّل لهم الشيطان وعلّمهم لطائف
الحيل في قتله ، وأخذ معه أبا بكر خوفا منه أيضا لئلّا يدلّ الناس عليه كما قالوه
في كتبهم ، واستشهد العامّة بهذا بأنّه فوق الصحابة ، وجوابه هو الذي أجاب به إمام
زماننا في سؤالات سعد بن عبد الله وذكرناه بعيد هذا في الفرع التاسع من الغصن
الخامس في عداد التوقيعات.
أقول
: الثامن ممّن غاب سليمان
بن داود. والتاسع آصف بن برخيا غاب عن قومه مدّة طال أمدها ثمّ رجع إليهم. والعاشر
دانيال. والحادي عشر عزير. والثاني عشر مسيح .
وغيبة نبيّنا ثلاث
سنين في شعب أبي طالب حين حاصر قريش بني هاشم ، وله غيبة اخرى قبلها ، بمعنى اختفائه
بالدعوة خمس سنين وذلك بعد البعثة حتّى أنزل الله عزوجل (فَاصْدَعْ بِما
تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) وله صلىاللهعليهوآله غيبة اخرى في الغار .
__________________