الثاني في الآية الاولى من يوحنا ، وليس بشيء ، لأنّ قوله : ربّ الجنود لا يتناول عيسى ابن مريم لأنّه لم يكن ذا جند ، ولأنّ الضيافة المذكورة هاهنا لا بدّ أن تكون لجميع الناس أو لأعظم النصفين ، أو أن يكون فيها من كلّ حزب من بني آدم جماعة ، وضيافة الجليل لم تكن إلّا وليمة عرس ، فلا يصدق عليها.
والمراد بربّ الجنود وهو المهدي عليهالسلام فيكون هو المقصود من هذا النصّ. فإن قلت : لم لا يكون المقصود محمّدا صلىاللهعليهوآله ؛ لأنك قد وصفته بربّ الجنود. قلت : ولأني قد صرّحت فيما قبل هذا بأنّه لم يذهب إلى اورشليم إلّا ليلة الإسراء ولم يضيف هناك أحدا ، وقد ذكرت لك ما ذهب إليه القوم من مسير المهدي عليهالسلام إلى اورشليم وتعميرها وإقامة دعائمها فيما مرّ آنفا فتذكّره ، فلا يكون إلّا هو.
البشارة الرابعة
لا يخفى أنّه يناسب ذكر البشارة السابعة قبل ذلك ، فيه في البرهان الخامس في الفصل الحادي والعشرين في الآية العاشرة من كتاب الرؤيا من كتب العهد الجديد (١) ترجمتها بالعربية : فأخذتني الروح إلى جبل عظيم شامخ ، وأرتني المدينة العظيمة اورشليم المقدّسة نازلة من السماء من عند الله وفيها مجد الله ، وضوؤها كالحجر الكريم ، كحجر اليشم والبلور ، وكان لها سور عظيم عال واثنا عشر بابا ، وعلى الأبواب اثنا عشر ملكا ، وكان قد كتب عليها أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر.
أقول : لا تأويل لهذا النصّ بحيث أن يدلّ على غير مكّة شرّفها الله تعالى ، والمراد بمجد الله بعثته محمّدا صلىاللهعليهوآله فيها ، والضوء عبارة عن الحجر الأسعد ، وتشبيهه باليشم والبلور إشارة إلى صحيح الروايات التي وردت في أنّه لمّا نزل كان أبيض. والمراد بالسور هو ربّ الجنود والأبواب الاثني عشر أولاده الأحد عشر وابن عمّه علي وهم : الحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والقائم المهدي عليهالسلام محمد ، وقوله : وعلى الأبواب الاثني عشر اثنا عشر ملكا ، يدلّ على عظم رتبته وعلى عموم نبوّته وقيام
__________________
(١) العهد الجديد ، رؤيا يوحنا ؛ الفصل ٢١ أو الرؤية ٢١ ، الآية العاشرة ، وفيه تفاوت في اللفظ دون المعنى.