وجورا ، والذي بعثني بالحقّ بشيرا ونذيرا الثابتون على القول بإمامته في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر. فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ قال : إي وربّي ليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين ، يا جابر إنّ هذا الأمر من أمر الله وسرّ من سرّ الله علّته مطوية عن عباده فإيّاك والشكّ ، فإنّ الشكّ في أمر الله عزوجل كفر (١).
وعنه أيضا عن حسن بن خالد عن علي بن موسى الرضا عليهالسلام : لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقية له ، وإنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ، أي أعملكم بالتقيّة ، فقيل : إلى متى يا ابن رسول الله؟ قال : إلى يوم الوقت المعلوم ، وهو يوم خروج قائمنا ، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منّا. فقيل له : يا ابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال : الرابع من ولدي ، ابن سيّدة الإماء ، يطهّر الله به الأرض من كلّ جور ويقدّسها من كلّ ظلم ، وهو الذي يشكّ الناس في ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه ، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا ، وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظلّ ، وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض للدعاء إليه يقول : ألا إنّ حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإنّ الحقّ فيه ومعه ، وهو قول الله (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (٢) (٣).
وعن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) (٤) قال : ذاك عيسى ابن مريم (٥). وروى ذلك جماعة. قال : وقرأ ابن عبّاس وأبو هريرة وقتادة ومالك بن دينار وضحاك : وإنّه لعلم للساعة ، أي أمارة وعلامة (٦).
في الحديث : أنّ عيسى ينزل بثوبين مهرودين أو مصبوغين بالهرد وهو الزعفران (٧). وفي الحديث : ينزل عيسى في ثنية من الأرض المقدّسة يقال لها : اثبني وعليه ممصرتان وشعر رأسه دهين وبيده حربة وهي التي يقتل بها الدجّال ، فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة العصر والإمام يؤمّ بهم فيتأخّر الإمام فيقدّمه عيسى ويصلّي خلفه على شريعة محمّد صلىاللهعليهوآله ،
__________________
(١) أعلام الورى : ٢ / ٢٢٧ ، وفرائد السمطين : ٢ / ٣٣٤ ح ٥٨٩.
(٢) الشعراء : ٤.
(٣) أعلام الورى : ٢ / ٢٤١ وكفاية الأثر : ٢٧٠.
(٤) الزخرف : ٦١.
(٥) منتخب الأثر : ١٤٩ ح ٢٤ والفصول المهمّة : ٣٠٠.
(٦) تفسير الثعلبي ، مخطوط ، ذيل الآية ٦١ من الزخرف.
(٧) العمدة : ٤٣٠ ح ٩٠١.