الكافرون.
وأمّا قوله (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ) فإنّه لمّا بعث الله محمّدا صلىاللهعليهوآله ومعه تابوت من درّ أبيض له اثنا عشر بابا ، فيه رقّ أبيض فيه أسامي الاثني عشر فعرضه على رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمره عن ربّه أنّ الحقّ لهم وهم أنوار. قال : ومن هم يا أمير المؤمنين؟ قال : أنا وأولادي الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ومحمد بن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليهم أجمعين ، وبعدهم أتباعنا وشيعتنا المقرّون بولايتنا المنكرون لولاية أعدائنا.
وقوله (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ) من كلّ من في السماوات ومن في الأرض علينا صباحا ومساء إلى يوم القيامة ، هي نور ذرّيتي ، تستضاء بنا الدنيا حتّى مطلع الفجر عنّا إلى يوم القيامة ، وأوّل ما يسأل العبد في ذلك اليوم يسأل عن ولايتنا فإن كان منّا نجا وإلّا دحي في نار جهنّم. قال : صدقت يا أمير المؤمنين أشهد أنّك وصي محمّد صلىاللهعليهوآله حقّا ، فأخبرني عن نوركم ما هو؟ قال : نعم ، نور لا يزول ولا ينقص ولا يطفأ فإذا كان ليلة القدر زيد فيه من نور عرش ربّ العالمين فيدخل في نورنا ونور شيعتنا ومحبّينا.
قال : من شيعتك ومحبّوك؟ قال عليهالسلام : المؤمنون والمؤمنات من يتولّانا ولا يتولّى عدوّنا.
قال : يا أمير المؤمنين فبعد ذلك أين يذهب نوركم؟ قال عليهالسلام : يرجع نورنا إلى السماء فإذا كان العام القابل وتأتي ليلة القدر ينزل نورنا إلى الدنيا فمن كان منّا نظر إلى نورنا ومن لم يكن منّا لم ير نورنا ولم يدر. قال : يا أمير المؤمنين ففي أي ليلة نلتمس أنواركم؟ قال : في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان أو سبعة وعشرين وهي أكرم ليلة على الله وأشرفها. قال : يا مولاي أخبرني عن أرواح محبّيكم؟ قال عليهالسلام : أرواح محبّينا إذا أخذوا مضاجعهم تخرج أرواحهم من أبدانهم فيؤتى بها إلى العرش ثمّ ترجع إلينا لا تختلط بأرواح الآخرين ، فلذلك يقع حبّنا في قلوبهم ، لا يختلط معه حبّ غيرنا.
قال : أخبرني عن قول الله تعالى (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (١) قال : نعم ، قوم زعموا أنّهم مؤمنون وليسوا مؤمنين. قال : أخبرني عن قول الله تعالى (ذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي
__________________
(١) الكهف : ٦.