الشاعر (وهو دريد بن الصمة) : [وافر]
(٩٠) ـ لقد كذبتك نفسك فأكذبنها |
|
فان جزعا وإن اجمال صبر |
وانما يريدون إمّا ، وهي بمنزلة ما مع أن في قولك أمّا أنت منطلقا انطلقت معك ، وكان يقول إلا التي للاستثناء بمنزلة دفلى ، وكذلك حتّى ، وأمّا إلّا وإمّا في الجزاء فحكاية ، وأما التي في قولك أمّا زيد فمنطلق فلا تكون حكاية وهي بمنزلة شروى ، وكان يقول أما التي في الاستفهام حكاية وألا التي في الاستفهام حكاية ، وأمّا قولك ألا إنّه ظريف وأما إنّه ظريف فبمنزلة قفا ورحى ونحو ذلك ، ولعلّ حكاية لأن اللام هاهنا زائدة بمنزلتها في لأفعلنّ ، ألا ترى أنك تقول علّك وكذلك كأنّ لان الكاف دخلت للتشبيه ، ومثل ذلك كذا وكأىّ ، وكذلك ذلك لأن هذه الكاف لحقت للمخاطبة ، وكذلك أنت التاء بمنزلة الكاف ، قال ولو سمّيت رجلا هذا أو هؤلاء تركته على حاله لأني اذا تركت هاء التنبيه على حالها فانما أريد الحكاية فمجراها هاهنا مجراها قبل أن تكون اسما ، وأمّا هلمّ فزعم أنها حكاية في اللغتين جميعا كأنها لمّ أدخلت عليها الهاء كما أدخلت ها على ذا لأني لم أر فعلا قط بني على ذا ولا اسما ولا شيئا يوضع موضع الفعل وليس من الفعل ، وقول بني تميم هلممن يقوّي ذا كأنك قلت ألممن فأذهبت ألف الوصل ، قال وكذلك لوما ولولا ، وسمعت من العرب من يقول لا من أين يافتى حكى ولم يجعلها اسما ، ولو سمّيت رجلا بو زيد أو وزيدا أو وزيد فلا بدّ لك من أن تجعله نصبا أو رفعا أو جرا تقول مررت بو زيدا ورأيت وزيدا وهذا وزيدا ، كذلك الرفع والجرّ لأن هذا لا يكون الّا تابعا ، وقال زيد الطّويل حكاية بمنزلة زيد منطلق وهو اسم امرأة بمنزلته قبل ذلك لأنهما شيآن كعاقلة لبيبة وهو في النداء على الأصل تقول يا زيد الطويل وان جعلت الطّويل صفة صرفته بالاعراب وان دعوته قلت يا زيدا الطويل ، وان سميته زيدا وعمرا أو طلحة وعمر لم تغيّره ، ولو سمّيت رجلا أولاء قلت هذا أولاء واذا سمّيت رجلا الذي رأيته والذي رأيت لم تغيّره عن حاله قبل أن يكون اسما لأن الّذي ليس منتهى الاسم وانما منتهى الاسم الوصل فهذا لا يتغيّر عن حاله كما لم يتغيّر
__________________
(٩٠) استشهد به على حذف ما من إما وقد تقدم بعلته وتفسيره في الجزء الأول.