اضرب أيّهم أفضل وكالآن ، وذلك لكثرتها في الكلام وأنها نكرة فلا تغيّر ، ومن العرب من يقول خمسة عشرك وهي لغة رديئة ، ومثل ذلك الخاز باز وهو عند بعض العرب ذباب يكون في الروض ، وهو عند بعضهم الداء جعلوا لفظه كلفظ نظائره في البناء وجعلوا آخره كسرا كجير وغاق لأن نظائره في الكلام التي لم تقع علامات انما جاءت متحركة بغير جرّ ولا نصب ولا رفع فألحقوه بما بناؤه كبنائه كما جعلوا حيث في بعض اللغات بمنزلة أين وكذلك حينئذ في بعض اللغات لأنه مضاف الى غير متمكّن وليس كأين في كلّ شىء كما جعلوا الآن كأين وليس مثله في كلّ شىء ولكنه يضارعه في أنه ظرف ، ولكثرته في الكلام كمضارعة حينئذ أين في أنه أضيف الى اسم غير متمكّن فكذلك صار هذا ضارع خمسة عشر في البناء وأنه غير علم ، ومن العرب من يقول الخزباز ويجعله بمنزلة سربال ، قال الشاعر:
(٦٥) ـ مثل الكلاب تهرّ عند درابها |
|
ورمت لهازمها من الخزباز |
وأمّا حيّهل التي للأمر فمن شيئين يدلّك على ذلك حىّ على الصلاة ، وزعم أبو الخطاب أنه سمع من يقول حىّ هل الصلاة والدليل على أنهما جعلا اسما واحدا قول الشاعر [بسيط]
(٦٦) ـ وهيّج الحىّ من دار فظلّ لهم |
|
يوم كثير تناديه وحيّهله |
__________________
(٦٥) الشاهد في قوله من الخزباز وبنائه على الكسر لانه متضمن لمعنى الكناية عن الداء وعن الصوت ووجب له البناء في النكرة لتضمنه المعنى فلما عرف بالالف واللام بقي على بنائه ، لأن تمكن النكرة أوكد من تمكن المعرفة لانها أول فلما بنيت في التنكير بقيت على بنائها في التعريف كخمسة عشر ، والخز باز هيهنا داء يصيب الكلاب في حلوقها ، والخزباز أيضا ذباب يقع في الرياض ويقال هو صوته ، وهو أيضا اسم للنبت وفيه لغات وله أحكام قد بينتها في كتاب النكت ، واللهازم جمع لهزمة وهي مضغة في أصل الحنك ، والدراب جمع درب كأنه شبه قوما بالكلاب الدربة.
(٦٦) الشاهد في قوله حيهله وإعرابه بالرفع لأنه جعله وان كان مركبا من شيئين اسما للصوت بمنزلة معدى كرب في وقوعه اسما للشخص ، وكأنه قال كثير تناديه وحثه ومبادرته لأن معنى قولهم حي هل عجل وبادر * وصف جيشا سمع به وخيف منه فانتقل عن المحل من أجله وبودر بالانتقال قبل لحاقه.