والقوافي مرفوعة وأنشدناه هكذا أعرابىّ من أفصح الناس وزعم أنه شعر أبيه ، وقد قال بعضهم الخازباء ، جعلها بمنزلة القاصعاء والنافقاء ، وجميع هذا اذا صار شىء منه علما أعرب وغيّر وجعل كحضر موت كما غيّرت أولاء وذا ومن والأصوات ولو ونحوها حين كنّ علامات ، قال الشاعر (وهو الجعدي) : [طويل]
(٦٧) ـ بحيّهلا يزجون كلّ مطيّة |
|
أمام المطايا سيرها المتقاذف |
وقال بعضهم (وهو ابن الأحمر) : [وافر]
(٦٨) ـ * وجنّ الخازباز به جنونا*
ومن العرب من يقول هو الخازباز والخازباز وخازباز والخازباز فيجعلها كحضر موت ، ومن العرب من يقول حيّهلا ، ومن العرب من يقول حيّهل اذا وصل واذا وقف أثبت الألف ومنهم من لا يثبت الألف في الوقف والوصل ، وقد قال بعضهم الخازباز جعله بمنزلة حضرموت ، وأمّا عمرويه فانه زعم أنه أعجمىّ وأنه ضرب من الأسماء الأعجميّة وألزموا آخره شيئا لم يلزم الأعجميّة فكما تركوا صرف الأعجميّة جعلوا ذا بمنزلة الصوت لأنهم رأوه قد جمع أمرين فحّطوه درجة عن اسمعيل وأشباهه ، وجعلوه في النكرة بمنزلة غاق منّونة مكسورة في كلّ موضع ، وزعم الخليل أن الذين يقولون غاق غاق ، وعاء وحاء فلا ينونون فيها ولا في أشباهها أنها معرفة وكأنك قلت في عاء وحاء الاتباع وكأنه قال قال الغراب هذا النحو وأن الذين قالوا عاء وحاء وغاق جعلوها نكرة ، وزعم أن بعضهم قال صه ذلك أرادوا النكرة كأنهم قالوا سكوتا ، وكذلك هيهات هو بمنزلة ما ذكرنا عنده وهو صوت ، وكذلك إيه وايها
__________________
(٦٧) الشاهد في قوله بحيهلا وتركه على لفظه محكيا * يقول لعجلتهم يزجون المطايا بقولهم حيهل ومعناها الأمر بالعجلة على أنها متقدمة في السير متقاذفة فيه أي مترامية ، ومعنى يزجون أي يسوقون وجعل التقاذف للسير اتساعا ومجازا.
(٦٨) الشاهد فيه بناء الخاز باز وقد تقدم القول فيه وأراد به هنا النبت ، وجنونه نماؤه وكثرته ، ويحتمل أن يريد به هيهنا كثرة صوت الذباب لخصب المكان ، وصدر البيت
تفقأ فوقه القلع السوارى |
|
وجن الخازباز به جنونا |