يستقيم أن يكون ما أضفت اليه نكرة ، فاذا لقّبت المفرد بمضاف والمضاف بمفرد جرى أحدهما على الآخر كالوصف وهو قول أبي عمرو ويونس والخليل ، وذلك قولك هذا زيد وزن سبعة وهذا عبد الله بطّة يافتى ، وكذلك إن لقّبت المضاف بالمضاف ، وانما جاء هذا متفرّقا هو والأول لأن أصل التسمية والذي وقع عليه الاسماء أن يكون للرجل اسمان أحدهما مضاف والآخر مفرد أو مضاف ويكون أحدهما وصفا للآخر وذلك الاسم والكنية وهو قولك زيد أبو عمرو أبو عمرو زيد ، فهذا أصل التسمية وحدّها ، وليس من أصل التسمية عندهم أن يكون للرجل اسمان مفردان فانما أجروا الألقاب على أصل التسمية فأرادوا أن يجعلوا اللفظ بالألقاب اذا كانت أسماء على أصل تسميتهم ولا يجاوزوا ذلك الحد.
[باب الشيئين اللّذين ضمّ أحدهما الى الآخر فجعلا بمنزلة اسم واحد كعيضموز وعنتريس]
وذلك نحو حضرموت وبعلبكّ ، ومن العرب من يضيف بعل الى بكّ كما اختلفوا في رام هرمز فجعله بعضهم اسما واحدا وأضاف بعضهم رام الى هرمز وكذلك مار سرجس ، وقال بعضهم : [وافر]
* مار سرجس لا قتالا*
وبعضهم يقول في بيت جرير : [وافر]
(٦٣) ـ لقيتم بالجزيرة خيل قيس |
|
فقلتم مار سرجس لا قتالا |
وأمّا معد يكرب ففيه لغات منهم من يقول معد يكرب فيضيف ، ومنهم من يقول معد يكرب فيضيف ولا يصرف يجعل كرب اسما مؤنّثا ، ومنهم من يقول معد يكرب فيجعله اسما واحدا ، فقلت ليونس هلا صرفوه حيث جعلوه اسما واحدا وهو عربيّ قال ليس شيء يجتمع من شيئين فيجعل اسما سمّى به واحدا الّا لم يصرف ،
__________________
(٦٣) الشاهد في قوله مار سرجس واضافة الاول الى الثاني على حد قولك هذا معدى كرب الا أنه لم يصرف سرجس لانه أعجمي معرفة ويجوز رفعه على أن يجعل الثاني من تمام الاول بمنزلة هاء التأنيث من المذكر ، والمعنى فقلتم يا مار سرجس لا نقاتلكم جبنا وخورا * يقول هذا لبنى تغلب في محاربتهم لقيس عيلان ومار سرجس اسم نبطي سمي تغلب به نفيا لهم عن العرب.