[باب الأحيان في الانصراف وغير الانصراف]
اعلم أن غدوة وبكرة جعلت كلّ واحدة منهما اسما للحين كما جعلوا أمّ حبين اسما لدابة معرفة ، فمثل ذلك قول العرب هذا يوم اثنين مباركا فيه وأتيتك يوم اثنين مباركا فيه جعل اثنين اسما له معرفة كما تجعله اسما لرجل ، وزعم يونس عن أبي عمرو وهو قوله أيضا وهو القياس أنك اذا قلت لقيته العام الأول أو يوما من الأيام ثم قلت غدوة أو بكرة وأنت تريد المعرفة لم تنوّن ، وكذلك اذا لم تذكر العام الأول ولم تذكر الا المعرفة ولم تقل يوما من الأيام كأنك قلت هذا الحين في جميع هذه الاشياء فاذا جعلتها اسما لهذا المعنى لم تنوّن ، وكذلك تقول العرب ، فامّا ضحوة وعشية فلا يكونان الا نكرة على كلّ حال وهما كقولك آتيك غدا صباحا ومساء وقد تقول أتيتك ضحوة وعشيّة فيعلم أنك تريد عشية يومك وضحوته كما تقول عاما أوّل فيعلم أنك تريد العام الذي يليه عامك ، وزعم الخليل أنه يجوز أن تقول آتيك اليوم غدوة وبكرة تجعلهما بمنزلة ضحوة ، وزعم أبو الخطاب أنه سمع من يوثق من العرب يقول آتيك بكرة وهو يريد الاتيان في يومه أو في غده ، ومثل ذلك قول الله عزوجل (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) ، هذا قول الخليل ، وأمّا سحر اذا كان ظرفا فانّ ترك الصرف فيه قد بيّنته لك فيما مضى ، واذا قلت مذ السحر أو عند السّحر الأعلى لم يكن الا بالألف واللام ، فهذه حالة لا يكون معرفة الا بهما ، ولا يكون نكرة الا في الموضع الذي عدل فيه ، وأمّا عشيّة فان بعض يدع فيه التنوين كما ترك في غدوة.
[باب الألقاب]
اذا لقّبت مفردا بمفرد أضفته الى الألقاب وهو قول أبي عمرو ويونس والخليل ، وذلك قولك هذا سعيد كرز وهذا قيس قفّة قد جاء وهذا زيد بطّة فانما جعلت قفّة معرفة لأنك أردت المعرفة التي أردتها اذا قلت هذا قيس فلو نوّنت قفّة صار الاسم نكرة لأن المضاف انما يكون معرفة ونكرة بالمضاف اليه فيصير قفّة هاهنا كأنها كانت معرفة قبل ذلك ثم أضفت اليها ، ونظير ذلك أنه ليس عربيّ يقول هذه شمس فيجعلها معرفة الّا أن يدخل فيها ألفا ولا ما فاذا قال عبد شمس صارت معرفة لانه أراد شيئا بعينه فلا