شبّهت بالأصوات وهل وبل لأنها ليست متمكّنة وجزمت لدن ولم تجعل كعند لأنها لا تمكّن في الكلام تمكّن عند ولا تقع في جميع مواقعه فجعل بمنزلة قط لأنها غير متمكّنة ، وكذلك قطّ وحسب إذا أردت ليس إلّا وليس الا ذا ، وذا بمنزلة قطّ إذا أردت الزمان ، لمّا كنّ غير متمكّنات فعل بهن ذا ، وحركوا قطّ وحسب بالضمّة لأنهما غايتان فحسب للانتهاء وقطّ كقولك منذ كنت ، وأمّا لدفهى لدن محذوفة كما حذفوا يكن ، ألا ترى أنك إذا أضفت الى مضمر رددته الى الاصل تقول من لدنه ومن لدنّي فانما لدن كعن ، وسألت الخليل عن معكم ومع لأيّ شيء نصبتها فقال لأنها استعملت غير مضافة اسما كجميع ووقعت نكرة وذلك قولك جاآ معا وذهبا معا ، وقد ذهب معه ومن معه صارت ظرفا فجعلوها بمنزلة أمام وقدّام ، قال الشاعر فجعلها كهل حين اضطّر : [وهو الراعي] :
(٥٧) وريشى منكم وهواى معكم |
|
وان كانت زيارتكم لماما |
وأمّا منذ فضمّت لأنها للغاية ومع ذا أنّ من كلامهم أن يتبعوا الضمّ الضمّ كما قالوا ردّ يافتى ، وسألت الخليل عن من عل هلّا جزمت اللام فقال لأنهم قالوا من عل فجعلوه بمنزلة المتمكّن فأشبه عندهم من معال فلمّا أرادوا أن يجعل بمنزلة قبل وبعد حرّكوه كما حركوا أوّل فقالوا ابدأ بهذا أوّل ، وكما قالوا يا حكم أقبل في النداء لأنها لما كانت أسماء متمكّنة كرهوا أن يجعلوها بمنزلة غير المتمكّنة فلهذه الأسماء من التمكن ما ليس لغيرها فلم يجعلوها في الإسكان بمنزلة غيرها وكرهوا أن يخلّوا بها وليس حكم وأوّل ونحوهما كالّذي ومن لأنها لا تضاف ولا تتمّ اسما ولا تكون نكرة ومن أيضا لا تتمّ اسما في الخبر ولا تضاف كما تضاف أيّ ولا تنوّن كما تنوّن أيّ ،
__________________
(٥٧) الشاهد فيه تسكين مع تشبيها لها بما يبنى من حروف المعانى على السكون نحو بل وهل لأنها في الاصل غير متمكنة وانما أعربت في أكثر كلامهم لوقوعها مفردة في قولهم جائوا معا وانطلقوا معا فوقعت موقع جمع فأعربت لذلك * يقول أنا منكم وهواى موقوف عليكم وان لم تكن الزيارة بيني وبينكم الا في الفلتات ، واللمام الشىء اليسير وهو أيضا الزيارة في النوم وأصله من ألم بالمنزل اذا نزل به ثم رحل.