متحرك أنهم اذا حذفوا في بعض الفوافي لم يجز أن يكون قبل المحذوف اذا حذف الآخر الا حرف مد ولين وكأنه يعوّض ذلك لأنه حرف ممطول ، واذا كان قبل الحرف المتحرك الذي بعده حرف مثله سواء حرف ساكن لم يجز ان يسكّن ولكنك ان شئت أخفيت ، وكان بزنته متحركا من قبل أن التضعيف لا يلزم في المنفصل كما يلزم في مدقّ ونحوه مما التضعيف فيه غير منفصل ، ألا ترى أنه قد جاز ذلك وحسن أن تبين فيما ذكرنا من نحو جعل لّك فلما كان التضعيف لا يلزم لم يقو عندهم أن يغير له البناء وذلك قولك ابن نوح واسم موسى لا تدغم هذا فلو أنهم كانوا يحركون لحذفوا الألف لأنهم قد استغنوا عنها كما قالوا قتّلوا وخطّف فلم يقو هذا على تغيير البناء كما لم يقو على أن لا يجوز البيان فيما ذكرت لك ، ومما يدلك على أنه يخفى ويكون بزنة المتحرك قول الشاعر : [طويل]
(٣١٦) ـ إني بما قد كلّفتني عشيرتي |
|
من الذّبّ عن أعراضها لحقيق |
وقال غيلان بن حريث :
وامتاح منّي حلبات الهاجم |
|
شأو مدلّ شابق اللهامم (٢) |
وقال أيضا :
* وغير سفع ممثّل يحامم (١) *
__________________
(٣١٦) الشاهد فيه اخفاء الباء عند الميم من قوله بما لاشتراكهما في المخرج اذا لم يكن الادغام فيهما لانكسار اليت فجعل الاخفاء بدلا من الادغام * يقول قد جعلتني عشيرتى بينها وبين من تعرض لمفاخرتها ومهاجلتها فانا حقيق بالذب عن اعراضها والمدافعة عنها.
(١) الشاهد فيهما أخفافا الميم الاولى في اللهامم واليحامم اذ لم يمكنه ادغام ، واللهامم جمع لهموم وهو السريع من الخيل ويقال الواسع الصدر وحذف الياء من اللهاميم ضرورة ويجوز أن يكون جمع لهم وهو السريع الكثير الاخذ من الارض في عدوه كانه يلتهم الأرض أي يبتلعها وأظهر التضعيف في الجميع ضرورة ، ومعنى الهاجم الحالب يقال هجمت الناقة اذا حلبتها أي يحملني على ايثارى فرسي باللبن شأوه وادلاله في جريه وسبقه لغيره ، وأراد بالسفع الاثافي وسفعتها سوادها ، والمثل المنتصبة القائمة ، واليحاميم جمع يحموم وهو الأسود وحذف الياء ضرورة كما تقدم في اللهاميم.