في الكلام لا يقولون ملمحة ولا ليلاة ونحو ذا كثير وقال الشاعر (المتلمّس) : [وافر]
(٥٢) ـ جماد لها جماد ولا تقولى |
|
طوال الدهر ما ذكرت حماد |
فهذا بمنزلة جمودا ولا تقولى حماد عدل عن قوله حمدا لها ولكنه عدل عن مؤنّث كبداد وأمّا ما جاء معدولا عن حدّه من بنات الأربعة فقوله : [رجز]
(٥٣) ـ قالت له ريح الصّبا قرقار |
|
[واختلط المعروف بالإنكار] |
فانما يريد بذلك قالت له قرقر بالرّعد للسّحاب وكذلك عرعار وهو بمنزلة قرقار وهي لعبة وانما هي من عرعرت ونظيرها من الثلاثة خراج أي أخرجوا وهي لعبة أيضا.
واعلم أن جميع ما ذكرنا اذا سمّيت به امرأة فان بني تميم ترفعه وتنصبه وتجريه مجرى اسم لا ينصرف وهو القياس لأن هذا لم يكن اسما علما فهو عندهم بمنزلة الفعل الذى يكون فعال محدودا عنه ، وذلك الفعل افعل لأن فعال لا يتغيّر عن الكسر كما أن افعل لا يتغيّر عن حالة واحدة ، فاذا جعلت افعل اسما لرجل أو امرأة تغيّر وصار في الأسماء فينبغي لفعال التي هي معدولة عن افعل أن تكون بمنزلته بل هي أقوى ، وذلك أن فعال اسم للفعل فاذا نقلته الى الاسم نقلته الى شيء هو مثله والفعل اذا نقلته الى الاسم
__________________
(٥٢) الشاهد في قوله جماد وحماد وهما اسمان للجمود ، والحمد معدولين عن اسمين مؤنثين سميا بهما كالجمدة والحمدة على ما تقدم * وصف امرأة بالجمود والبخل وجعلها مستحقة للذم غير مستوجبة للحمد وطوال الدهر وطوله سواء.
(٥٣) الشاهد في قوله قرقار وهو اسم لقوله قرقر كما ان نزال اسم لقولك انزل وحق هذا المعدول أن يكون في باب الثلاثي خاصة وقرقر فعل رباعي فسمي باسم معدول عن الرباعي على طريق الشذوذ والخروج عن النظائر * وصف سحابا هبت له ريح الصبا وألقحته وهيجت رعده فكأنها قالت له قرقر بالرعد أي صوت والقرقرة صوت الفحل من الابل ، ونظير قرقار مما عدل عن الرباعي قولهم عرعار ، وهو اسم لعبة لصبيان العرب ، وهي معدولة عن قولهم عرعر ومعناه اجتمعوا للعب كما ان خراج اسم لعبة لهم معدول عن قول بعضهم لبعض اخرج ، وقد خولف سيبويه في حمل قرقار وعرعار على العدل لخروجهما عن الثلاثي الذي هو الباب المطرد ، وجعلا حكاية للصوت المردد ، دون أن يكونا معدولين عن شيء وقد بينت الاختلاف في هذا ، والقول فيه في كتاب النكت.