الشاعر (وهو النابغة) : [كامل]
(٤٩) ـ إنّا اقتسمنا خطّتينا بيننا |
|
فحملت برّة واحتملت فجار |
ففجار معدول عن الفجرة ، وقال الشاعر : [طويل]
(٥٠) ـ فقال أمكثى حتّى يسار لعلّنا |
|
نحجّ معا قالت أعاما وقابله |
فهي معدولة عن الميسرة ، وأجرى هذا الباب مجرى الذي قبله لأنه عدل كما عدل ولأنه مؤنث بمنزلته ، وقال الشاعر (وهو النابغة الجعدىّ) : [كامل]
(٥١) ـ وذكرت من لبن المحلّق شربة |
|
والخيل تعدو بالصّعيد بداد |
فهذا بمنزلة قوله تعدو بددا الّا أن هذا معدول عن حدّه مؤنّثا وكذلك لا مساس والعرب تقول أنت لا مساس ومعناه لا تمسّني ولا أمسّك ودعني كفاف فهذا معدول عن مؤنّث وان كانوا لم يستعملوا في كلامهم ذلك المؤنّث الذي عدل عنه بداد وأخواتها ونحوذا في كلامهم ألا تراهم قالوا ملامح ومشابه وليال فجاء جمعه على حدّ ما لم يستعمل
__________________
(٤٩) الشاهد في قوله فجار وهو اسم للفجور ومعدول عن مؤنث كانه عدل عن الفجرة بعد أن سمى بها الفجور كما سمى البررة ولو عدلها لقال برار كما قال فجار * يقول هذا لزرعة بن عمر والكلابي وكان قد عرض عليه وعلى بنيه أن يغدروا بني أسد وينقضوا حلفهم فأبى عليه وجعل خطته التي التزمها من الوفاء برة وخطة زرعة لما دعاه اليه من الغدر ونقض الحلف فاجرة.
(٥٠) الشاهد في قوله يسار وهو اسم لليسر معدول عن الميسرة والميسرة واليسر بمعنى الغنى * يقول عرضت عليها التربص على والمكث حتى أوسر فأستطيع الحج فقالت أعاما وقابله أي أتربص هذا العام والعام القابل والقابل بمعنى المقبل وهو جار على قبل ويقال قبل وأقبل ودبر وأدبر.
(٥١) الشاهد فيه قوله بداد وهو اسم للتبدد معدول عن مؤنث كأنه سمى التبدد بددة ثم عدلها الى بداد كما سمى البررة * يقول هذا للقيط بن زرارة التميمي وكان قد انهزم في حرب أسر فيها أحد اخوته وهو معبد بن زرارة فعيره ونسب اليه الحرص على الطعام والشراب وأن ذلك حمله على الانهزام وأراد بالمحلق قطيع ابل وسم بمثل الحلق من وسم النار ، والصعيد وجه الارض وقوله بداد متفرقة متبددة.