ولا نقصان والخمسة أقلّ الثلاثة في الكلام فالثلاثة أكثر ما تبلغ بالزيادة سبعة أحرف وهي أقصى الغاية والمجهود ، وذلك اشهيباب فهو يجرى على ما بين الثلاثة والسبعة والاربعة تبلغ هذا نحو احرنجام ، ولا تبلغ السبعة الّا في هذين المصدرين ، وأمّا بنات الخمسة فتبلغ بالزيادة ستّة نحو عضرفوط ولا تبلغ سبعة كما بلغتها الثلاثة والأربعة لأنّها لا تكون في الفعل فيكون لها مصدر نحو هذا ، فعلى هذا عدّة حروف الكلم فما قصر عن الثلاثة فمحذوف وما جاوز الخمسة فمزيد فيه ، وسأكتب لك من معاني ما عدّة حروفه ثلاثة فصاعدا نحو ما كتبت لك من معاني الحرف والحرفين إن شاء الله.
أمّا على فاستعلاء الشىء تقول هذا على ظهر الجبل وهي على رأسه ويكون أن يطوى أيضا مستعليا كقولك مرّ الماء عليه وأمررت يدي عليه ، وأمّا مررت على فلان فجرى هذا كالمثل ، وعلينا أمير كذلك ، وعليه مال أيضا وهذا لأنّه شىء اعتلاه ، ويكون مررت عليه أن يريد مروره على مكانه ولكنّه اتّسع ، وتقول عليه مال وهذا كالمثل كما يثبت الشىء على المكان كذلك يثبت هذا عليه فقد يتّسع هذا في الكلام ويجىء كالمثل وهو اسم ولا يكون الّا ظرفا ويدلّك على أنه اسم قول بعض العرب نهض من عليه ، قال الشاعر :
(٢٨٨) ـ غدت من عليه بعد ماتمّ خمسها |
|
تصلّ وعن قيض ببيداء مجهل |
وأمّا إلى فمنتهى لابتداء الغاية تقول من كذا الى كذا ، وكذلك حتى وقد بيّن أمرها في بابها ولها في الفعل نحو ليس لإلى ، ويقول الرجل انما أنا اليك أى إنما
__________________
(٢٨٨) الشاهد فيه دخول من على على لانها اسم في تأويل فوق كأنه قال غدت من فوقه * وصف قطاه غدت عن فرخها طالبة للورد بعد تمام الخمس وهو أن تبقى على الماء ثلاثا بعد يوم الورد ثم ترد اليوم الخامس ليوم الورد ، ومعنى تصل يصل جوفها يبسا من العطش ، والصلال والصلصال كل شىء جاف يصوت اذا قرع كالفخار ، والقيض قشور البيض يريد أنها كما أفرخت بيضها فهي تسرع في طيرانها اشفاقا عليها ، والبيداء القفر ، والمجهل الذي لا يهتدي فيه.