قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب سيبويه [ ج ٢ ]

كتاب سيبويه

كتاب سيبويه [ ج ٢ ]

تحمیل

كتاب سيبويه [ ج ٢ ]

371/526
*

وأمّا في فهي للوعاء تقول هو في الجراب وفي الكيس وهو في بطن أمّه وكذلك هو في الغلّ لأنه جعله اذ أدخله فيه كالوعاء له وكذلك هو في القبّة وفي الدار وان اتّسعت في الكلام فهي على هذا وانما تكون كالمثل يجاء به يقارب الشىء وليس مثله.

وأمّا عن فلما عدا الشىء وذلك قولك أطعمه عن جوع جعل الجوع منصرفا تاركا له قد جاوزه وقال قد سقاه عن العيمة وكساه عن العرى جعلهما قد تراخيا عنه ، ورميت عن القوس لأنه بها قذف سهمه عنها وعدّاها ، وتقول جلس عن يمينه فجعله متراخيا عن بدنه وجعله في المكان الذي بحيال يمينه ، وتقول أضربت عنه وأعرضت عنه وانصرف عنه انما تريد أنه تراخى عنه وجاوزه الى غيره ، وتقول أخذت عنه حديثا أى عدا منه الىّ حديث وقد تقع من موقعها أيضا تقول أطعمه من جوع وكساه من عرى وسقاه من العيمة ، وما جاء من الأسماء غير المتمكّنة على حرفين أكثر ممّا جاء من المتمكّنة على حرفين نحو يد ودم لأنها حيث لم تمكّن ضارعت هذه الحروف لأنه لم يفعل بها ما فعل بتلك الأسماء المتمكّنة ولم تصرّف تصرّفها ، وما جاء على حرفين مما وضع مواضع الفعل أكثر ممّا جاء من الفعل المتصرّف لأنها حيث لم تصرّف ضارعت هذه الحروف لأنها ليست بفعل يتصرّف ، وسأبيّن لك من ذلك إن شاء الله.

فمن الأسماء ذاوده ، ومعناهما أنك بحضرتهما وهما اسمان مبهمان وقد بيّنا في غير هذا الموضع وأنا وهي علامة المضمر ، وكذلك هو وهى ، وكم وهي للمسئلة عن العدد ، ومن وهي للمسئلة عن الأناسىّ ، ويكون بها الجزاء للأناسىّ وتكون بمنزلة الّذي للأناسىّ وقد بيّن جميع ذلك في موضعه ، وما مثلها الّا أن ما مبهمة تقع على كلّ شىء ، وأن بمنزلة الّذى تكون مع الصلة بمنزلة الّذي مع صلتها اسما فيصير يريد أن يفعل بمنزلة يريد الفعل كما أنّ الذي ضرب بمنزلة الضّارب وقد بيّنت في بابها وقط معناها الاكتفاء ومع وهي للصّحبة ، ومذ فيمن رفع بمنزلة إذ ، وحيث ومعناها اذا رفعت قد