أينع أدرك وأفضح حين تدخله الحمرة والصّفرة يعني البسر.
وقال لبيد : [منسرح]
(٢٨٢) ـ بل من يرى البرق بتّ أرقبه |
|
يزجى حبيّا اذا خبا ثقبا |
وأمّا قد فجواب لقوله لمّا يفعل فتقول قد فعل ، وزعم الخليل أن هذا الكلام لقوم ينتظرون الخبر وما في لمّا مغيّرة لها عن حال لم كما غيّرت لو اذا قلت لو ما ونحوها ، ألا ترى أنك تقول لمّا ولا تتبعها شيئا ولا تقول ذلك في لم ، وتكون قد بمنزلة ربّما ، قال الهذلىّ : [بسيط]
(٢٨٣) ـ قد أترك القرن مصفرّا أنامله |
|
كانّ أثوابه مجّت بفرصاد |
كأنه قال ربّما ، وأمّا لو فلما كان سيقع لوقوع غيره ، وأمّا يا فتنبيه ، ألا تراها في النداء وفي الأمر كأنك تنبيّه المأمور ، قال الشاعر (وهو الشمّاخ) : [طويل]
(٢٨٤) ـ ألا يا اسقياني قبل غارة سنجال |
|
وقبل منايا قد حضرن وآجال |
وأمّا من فتكون لابتداء الغاية في الأماكن وذلك قولك من مكان كذا وكذا الى مكان كذا وكذا وتقول اذا كتبت كتابا من فلان الى فلان فهذه الأسماء سوى الأماكن بمنزلتها ، وتكون أيضا للتبعيض تقول هذا من الثوب وهذا منهم كأنك قلت بعضه وقد تدخل في موضع لو لم تدخل فيه كان الكلام مستقيما ولكنّها توكيد بمنزلة ما الّا
__________________
(٢٨٢) الشاهد فيه كالشاهد في البيت المتقدم الذكر في بل وعلته كعلته ، ومعنى يزجى يسوق سوقا رفيقا والحبي ما حبا من السحاب أى اعترض في الافق وارتفع ومعنى خبا سكن هبوبه ، وثقب استطار وانتشر ، وأصل الخبو والثقوب للنار فاستعارهما للبرق.
(٢٨٣) أراد أن قد هنا بمعنى ربما وأصلها توقع ما مضى فنقلت الى توقع المستقبل في معنى ربما لان فيها توقعا ومعنى قوله مصفرا أنامله أى ميتا وخض الانامل لان الصفرة اليها أسرع وفيها أظهر ، والفرصاد التوت شبه الدم بحمرة عصارته.
(٢٨٤) الشاهد فيه دخول يا للتنبيه وان لم تقع على منادي فهي في هذا بمنزلة ها التي للتنبيه ، وان شئت قدرت المنادي محذوفا فتكون للنداء على الاصل المستعمل والتقدير يا هذان اسقياني ، وسنجال موضع بعينه.