تقوى وتصير عدّتها ثلاثة أحرف ، وأمّا ما جاء من الافعال فخذ وكل ومر وبعض العرب يقول أو كل فيتم كما أن بعضهم يقول في غد غدو ، فهذا ما جاء من الأفعال والاسماء على حرفين وان كان شذّ شىء فقليل ، ولا يكون من الافعال على حرفين الّا ما ذكرت لك الّا أن تلحق الفعل علة مطّردة في كلامهم فتصيره على حرفين في موضع واحد ثم اذا جاوزت ذلك الموضع رددت اليه ما حذفت منه ، وذلك قولك قل وان تق أقه ، وما لحقته الهاء من الحرفين أقلّ ممّا فيه الهاء من الثلاثة لان ما كان على حرفين ليس بشيء مع ما هو على ثلاثة ، وذلك نحو قلة وثبة ولثة وشية وشفة ورئة وسنة وزنة وعدة وأشباه ذلك ، ولا يكون شيء على حرفين صفة حيث قلّ في الاسم وهو الأوّل الامكن ، وقد جاء على حرفين ما ليس باسم ولا فعل ولكنّه كالفاء والواو وهو على حرفين أكثر لانه أقوى ، وهو في هذا أجدر أن يكون اذ كان يكون على حرف وسنكتب ذلك ان شاء الله ، فمن ذلك أم وأو وقد بيّن معناهما في بابهما ، وهل وهي للاستفهام ، ولم وهي نفي لقوله فعل ولن وهي نفي لقوله سيفعل ، وإن وهي للجزاء وتكون لغوا في قولك ما إن تفعل ، * وما إن طبّنا جبن*
وأمّا إن مع ما في لغة أهل الحجاز فهي بمنزلة ما في قولك انّما الثقيلة تجعلها من حروف الابتداء وتمنعها أن تكون من حروف ليس وبمنزلتها ، وأمّا ما فهى نفي لقوله هو يفعل اذا كان في حال الفعل فتقول ما يفعل ، وتكون بمنزلة ليس في المعنى تقول عبد الله منطلق أو منطلقا فتنفي بهذا اللفظ كما تقول ليس عبد الله منطلقا ، وتكون توكيدا لغوا ، وذلك قولك متى ما تأتني آنك ، وقولك غضبت من غير ما جرم ، وقال الله عزوجل (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) فهي لغو في أنّها لم تحدث اذا جاءت شيئا لم يكن قبل أن تجيء من العمل وهي توكيد للكلام ، وقد تغيّر الحرف حتّى يصير يعمل لمجيئها غير عمله الذي كان قبل أن تجيء ، وذلك نحو قوله إنّما وكأنّما ولعلّما جعلتهن بمنزلة حروف الابتداء ، ومن ذلك حيثما صارت لمجيئها بمنزلة أين ، وتكون إن كما في معنى ليس ، وأمّا لا فتكون كما في التوكيد واللغو قال الله عزوجل (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) أى لأن