به ، وقالوا آبل الناس كلّهم كما قالوا أرعى الناس كلّهم ، وكأنهم قد قالوا أبل يأبل ، وقالوا رجل آبل وان لم يتكلّموا بالفعل ، وقولهم آبل الناس بمنزلة آبل منه لأن ما جاز فيه أفعل الناس جاز فيه هذا ، وما لم يجز فيه ذاك لم يجز فيه هذا وهذه الأسماء التي ليس فيها فعل ليس القياس فيها أن يقال أفعل منه ونحو ذلك قالوا فلان آبل منه كما قالوا أحنك الشاتين.
[باب ما يكون يفعل من فعل فيه مفتوحا]
وذلك اذا كانت الهمزة أو الهاء أو العين أو الحاء أو الغين أو الخاء لاما أو عينا ، وذلك قولك قرأ يقرأ ، وبذأ يبذأ ، وخبأ يخبأ ، وجبه يجبه ، وقلع يقلع ونفع ينفع ، وفرغ يفرغ ، وسبع يسبع ، وضبع يضبع ، وصنع يصنع ، وذبح يذبح ، ومنح يمنح ، وسلخ يسلخ ، ونسخ ينسخ ، هذا ما كانت هذه الحروف فيه لامات.
وأمّا ما كانت فيه عينات فهو كقولك سأل يسأل ، وثأر يثأر وذأل يذأل ، وذهب يذهب (والذّألان المرّ الخفيف) وقهر يقهر ومهر يمهر ، وبعث يبعث ، وفعل يفعل ، ونحل ينحل ، ونحر ينحر ، وشحج يشحج ، ومغث يمغث ، وفغر يفغر ، وشغر يشغر ، وذخر يذخر ، وفخر يفخر ، وانما فتحوا هذه الحروف لأنها سفلت في الحلق فكرهوا أن يتناولوا حركة ما قبلها بحركة ما ارتفع من الحروف فجعلوا حركتها من الحرف في حيّزها وهو الألف وانما الحركات من الالف والياء والواو وكذلك حرّكوهن اذ كنّ عينات ولم يفعل هذا بما هو من موضع الواو والياء لانهما من الحروف التي ارتفعت والحروف المرتفعة حيّز على حدة فانما تتناول للمرتفع حركة من مرتفع وكره أن يتناول للذي قد سفل حركة من هذا الحيّز ، وقد جاؤا بأشياء من هذا الباب على الاصل قالوا برأ يبرؤ كما قالوا قتل يقتل ، وهنأ يهنىء كما قالوا ضرب يضرب وهذا في الهمز أقلّ لأن الهمز أقصى الحروف وأشدّ سفولا وكذلك الهاء لأنه ليس في الستّة الأحرف أقرب الى الهمز منها وانما الألف بينهما ، وقالوا نزع ينزع ورجع