بلون خلقة في جسده وانما هو كقولك ما ألسنه وما أذكره وما أعرفه وأنظره تريد نظر التفكّر وما أشنعه وهو أشنع لأنه عندهم من القبح وليس بلون ولا خلقة من الجسد ولا نقصان فيه فألحقوه بباب القبح كما ألحقوا ألدّ وأحمق بما ذكرت لك لأن أصل بناء أحمق ونحوه أن يكون على غير بناء أفعل نحو بليد وعليم وجاهل وعاقل وفهم وخصيف ، وكذلك الأهوج تقول ما أهوجه كقولك ما أجنّه.
[باب يستغنى فيه عن ما أفعله بما أفعل فعله]
«وعن أفعل منه بقولهم هو أفعل منه فعلا كما استغنى بتركت»
«عن ودعت وكما استغنى بنسوة عن أن يجمعوا المرأة على لفظها»
وذلك في الجواب ، ألا ترى أنك لا تقول ما أجوبه انما تقول ما أجود جوابه ولا تقول هذا أجوب منه ولكن هذا أجود منه جوابا ونحو ذلك ، وكذلك لا تقول أجوب به ، وانما تقول أجود بجوابه ولا يقولون في قال يقيل ما أقيله استغنوا بما أكثر قائلته وما أنومه في ساعة كذا وكذا كما قالوا تركت ولم يقولوا ودعت.
[باب ما أفعله على معنيين]
تقول ما أبغضني له وما أمقتني له وما أشهاني لذلك انما تريد أنك ماقت وأنك مبغض وأنك مشته ، فان عنيت غيرك قلت ما أفعله فانما تعنى به هذا المعنى ، وتقول ما أمقته وما أبغضه الىّ انما تريد أنه مقيت وأنه مبغض اليك كما أنك تقول ما أقبحه ، وانما تريد أنه قبيح في عينك وما أقذره انما تريد أنه قذر عندك وتقول ما أشهاها أي هي شهيّة عندى كما تقول ما أحظاها أى حظيت عندي فكأنّ ما أمقته وما أشهاها على فعل وان لم يستعمل كما تقول ما أبغضه الىّ ، وقد بغض فجىء على فعل وفعل وان لم يستعمل كأشياء فيما مضى وأشياء ستراها ان شاء الله.
[باب ما تقول العرب فيه ما أفعله وليس له فعل]
وانما يحفظ هذا حفظا ولا يقاس قالوا أحنك الشاتين وأحنك البعيرين كما قالوا آكل الشاتين كأنهم قالوا حنك ونحو ذلك فانما جاؤا بأفعل على نحو هذا وان لم يتكلموا