يلبس والمكان الملبس ، واذا أردت المصدر فتحته أيضا كما فتحته في يفعل فاذا جاء مفتوحا في المكسور فهو في المفتوح أجدر أن يفتح ، وقد كسر المصدر كما كسر في الأول قالوا علاه المكبر ، ويقولون المذهب للمكان وتقول أردت مذهبا أى ذهابا فتفتح لأنك تقول يذهب فتفتح وقالوا محمدة فأنّثوا كما أنّثوا الأول وكسروا كما كسروا المكبر.
وأمّا ما كان يفعل منه مضموما فهو بمنزلة ما كان يفعل منه مفتوحا ولم يبنوه على مثال يفعل لأنه في الكلام مفعل فلمّا لم يكن الى ذلك سبيل ، وكان مصيره الى احدى الحركتين ألزموه أخفّهما ، وذلك قولك قتل يقتل وهذا المقتل وقالوا يقوم وهذا المقام ، وقالوا أكره مقال الناس وملامهم ، وقالوا الملامة والمقالة فأنّثوا ، وقالوا المردّ والمكرّ يريدون الرّد والكرور ، وقالوا المدعاة والمأدبة انما يريدون الدّعاء الى الطعام ، وقد كسروا المصدر في هذا كما كسروا في يفعل قالوا أتيتك عند مطلع الشمس أي عند طلوع الشمس وهذه لغة بني تميم وأمّا أهل الحجاز فيفتحون ، وقد كسروا الأماكن في هذا أيضا كأنهم أدخلوا الكسر أيضا كما أدخلوا الفتح ، وذلك المنبت والمطلع لمكان الطلوع ، وقالوا البصرة مسقط رأسى للموضع والسّقوط المسقط ، وأمّا المسجد فانه اسم للبيت ولست تريد به موضع السجود وموضع جبهتك لو أردت ذلك لقلت مسجد ، ونظير ذلك المكحلة والمحلب والميسم لم ترد موضع الفعل ولكنه اسم لوعاء الكحل وكذلك المدقّ صار اسماله كالجلمود ، وكذلك المقبرة والمشرقة وانما أراد اسم المكان ولو أراد موضع الفعل لقال مقبرة ولكنه اسم بمنزلة المسجد ، ومثل ذلك المشربة ، وانما هو اسم لها كالغرفة ، وكذلك المدهن والمظلمة بهذه المنزلة انما هو اسم ما أخذ منك ، ولم ترد مصدرا ولا موضع فعل ، وقالوا مضربة السيف جعلوه اسما للحديدة وبعض العرب يقول مضربة كما يقول مقبرة ومشربة فالكسر في مضربة كالضمّ في مقبرة ، والمنخر بمنزلة المدهن كسروا الحرف كما ضمّ ثمّه ، وأمّا المسربة وهو الشّعر الممدود في الصدر وفي السّرّة فبمنزلة المشرقة لم ترد مصدرا ولا موضعا لفعل وانما هو اسم محطّ الشّعر الممدود في الصدر ،