وكذلك المأثرة والمكرمة والمأدبة ، وقد قال قوم معذرة كالمأدبة ، ومثله فنظرة إلى ميسرة ويجيء المفعل اسما كما جاء في المسجد والمنكب وذلك المطبخ والمربد ، وكلّ هذه الأبنية تقع اسما للتى ذكرنا من هذه الفصول لا لمصدر ولا لموضع العمل.
[باب ما كان من هذا النحو من بنات الياء والواو التى الياء فيهن لام]
فالموضع والمصدر فيه سواء وذلك لأنه معتلّ وكان الألف والفتح أخف عليهم من الكسرة مع الياء ففرّوا الى مفعل اذ كان ممّا يبنى عليه المكان والمصدر ، وقد كسروا في نحو معصية ومحمية وهو على غير قياس ، ولا يجيء مكسورا أبدا بغير الهاء لان الاعراب يقع على الياء ويلحقها الاعتلال فصار هذا بمنزلة الشّقاء والشّقاوة تثبت الواو مع الهاء وتبدل مع ذهابها ، وأمّا بنات الواو فيلزمها الفتح لأنها يفعل ولأن فيها ما في بنات الياء من العلّة.
[باب ما كان من هذا النحو من بنات الواو التي الواو فيهن فاء]
فكلّ شيء من هذا كان فعل فان المصدر منه من بنات الواو والمكان يبنى على مفعل ، وذلك قولك للمكان الموعد والموضع والمورد ، وفي المصدر والموجدة والموعدة وقد بيّن أمر فعل هناك ، وذلك من قبل أن فعل من هذا الباب لا يجيء الا على يفعل ولا يصرف عنه الى يفعل لعلّة قد ذكرناها فلمّا كان لا يصرف عن يفعل وكان معتلا ألزموا مفعلا منه ما ألزموا يفعل وكرهوا أن يجعلوه بمنزلة ما ليس بمعتلّ ويكون مرّة يفعل ومرّة يفعل فلمّا كان معتلا لازما لوجه واحد ألزموا المفعل منه وجها واحدا ، وقال أكثر العرب في وجل يوجل ووحل يوحل موجل وموحل ، وذلك أن يوجل ويوحل وأشباههما في هذا الباب من فعل يفعل قد يعتلّ فتقلب الواو ياء والفا مرّة مرة وتعتلّ لها الياء التي قبلها حتى تكسر فلمّا كانت كذلك شبّهوها بالاول لانها في حال اعتلال ولان الواو منها في موضع الواو من الاول وهم ممّا يشبّهون الشيء بالشيء وان لم يكن مثله في جميع حالاته ، وحدثنا يونس وغيره أن ناسا من العرب يقولون وجل