وزعم يونس أنهم يقولون ربّما تقولنّ ذاك وكثر ما تقولنّ ذاك لأنه فعل غير واجب ولا يقع بعد هذه الحروف الا وما له لازمة فاشبهت عندهم لام القسم. وإن شئت لم تقحم النون في هذا النحو فهو أكثر وأجود وليس بمنزلته في القسم لأن اللام أنما ألزمت اليمين كما ألزمت النون اللام وليست مع المقسم به بمنزلة حرف واحد ولو لم تلزم اللام التبس بالنفي إذا حلف أنه لا يفعل فما تجيء لتسهّل الفعل بعد ربّ فلا يشبه ذا القسم ، ومثل ذلك حيثما تكونن آتك لأنهما سهّلت الفعل أن يكون مجازاة ، وانما كان ترك النون في هذا أجود لأن ما وربّ بمنزلة حرف واحد نحو قد وسوف وما وحيث بمنزلة أين واللام ليست مع المقسم به بمنزلة حرف واحد وليست كما التي في بألم ما تختننّه لأنها ليست مع ما قبلها بمنزلة حرف واحد ، ولأن اللام لا تسقط كما تسقط ما من هذا إن شئت.
[باب أحوال الحروف التي قبل النون الخفيفة والثقيلة]
أعلم أن فعل الواحد اذا كان مجزوما فلحقته الخفيفة والثقيلة حرّكت المجزوم وهو الحرف الذي أسكنت للجزم لأن الخفيفة ساكنة والثقيلة نونان الاولى منهما ساكنة والحركة فتحة لم يكسروا فيلتبس المذكّر بالمؤنث ولم يضمّوا فيلتبس الواو بالجميع ، وذلك قولك أعلمن ذلك وأكرمن زيدا ، وإمّا تكرمنه أكرمه ، وإذا كان فعل الواحد مرفوعا ثم لحقته النون صيّرت الحرف المرفوع مفتوحا لئلا يلتبس الواحد بالجميع وذلك قولك هل تفعلن ذاك وهل تخرجن يا زيد ، واذا كان فعل الاثنين مرفوعا وأدخلت النون الثقيلة حذفت نون الاثنين لاجتماع النونات ، ولم تحذف الالف لسكون النون لأن الالف تكون قبل الساكن المدغم ولو أذهبتها لم يعلم أنك تريد الاثنين ولم تكن الخفيفة هيهنا لانها ساكنة ليست مدغمة فلا تثبت مع الالف ولا يجوز حذف الالف فيلتبس بالواحد ، واذا كان فعل الجميع مرفوعا ثم أدخلت فيه النون الخفيفة أو الثقيلة حذفت نون الرفع وذلك قولك لتفعلنّ ولتذهبنّ لانه اجتمعت فيه ثلاث نونات فحذفوها استثقالا وتقول هل تفعلنّ ذاك تحذف نون الرفع لانك