وقال : (١٦١) ـ من يثقفن منهم فليس بآئب |
|
أبدا وقتل بني قتيبة شافي |
وقال : (١٦٢) ـ يحسبه الجاهل ما لم يعلما |
|
شيخا على كرسيّه معمّما |
شبّهه بالجزاء حيث كان مجزوما وكان غير واجب وهذا لا يجوز الا في اضطرار ، وهي في الجزاء أقوى ، وقد يقولون أقسمت لمّا لم تفعلنّ لأن ذا طلب فصار كقولك لا تفعلنّ كما أن قولك أتخبرني فيه معنى أفعل ، وهو كالأمر في الاستغناء والجواب ، ومن مواضعها أفعال غير الواجب التي في قولك بجهد ما تبلغنّ وأشباهه ، وانما كان ذلك لمكان مّا وتصديق ذلك قولهم في مثل :
«في عضة مّا ينبتنّ شكيرها»
وقال أيضا في مثل آخر بألم مّا تختننّه وقالوا بعين مّا أرينّك ، فما هيهنا بمنزلتها في الجزاء ، ويجوز للمضطرّ أنت تفعلنّ ذاك شبّهوه بالتي بعد حروف الاستفهام لأنها ليست مجزومة والتي في القسم مرتفعة فأشبهتهما في هذه الاشياء فجعلت بمنزلتها حين اضطرّوا ، وقال الشاعر (جذيمة الابرش) :
(١٦٣) ـ ربّما أوفيت في علم |
|
ترفعن ثوبى شمالات |
__________________
(١٦١) الشاهد في ادخال النون على فعل الشرط وليس من مواضعها الا أن يوصل حرف الشرط بما المؤكدة فيضارع ما أكد باللام لليمين * يقول من ظفر به من آل قتيبة بن مسلم فليس بآئب الى أهله لما في قتلهم من شفاء النفوس ، يصف قتله وانتقال دولته واظهار الشماتة به.
(١٦٢) الشاهد فيه دخول النون في قوله لم يعلمن وليس بعد لم من مواضعها ضرورة كما تقدم * وصف جبلا قد عمه الخصب وحفه النبات وعلاه فجعله كشيخ مزمل في ثيابه معصب بعمامته وخص الشيخ لوقاره في مجلسه وحاجته الى الاستكثار من اللباس وهذا كقول امرىء القيس :
كأن أبانا في أفانين نبته |
|
كبير أناس في بجاد مزمل |
(١٦٣) الشاهد في ادخال النون ضرورة في ترفعن كما تقدم * وصف أنه يحفظ أصحابه في رأس جبل اذ خافوا من عدو فيكون طليعة لهم والعرب تفخر بهذا لأنه على شهامة النفس وحدة النظر ، والعلم الجبل ، والشمالات جمع الشمال من الرياح وخصها لأنها تهب بشدة في أكثر أحوالها وجعلها ترفع ثوبه لاشراف المرقبة التي يربأ فيها لأصحابه.